ووري الثّرى ظهيرة أمس بمقبرة عين البيضاء بوهران، جثمان المجاهد والفنان القدير " حميدي سعيد" ، الذي وافته المنيّة مؤخّرا بمدينة "أفينيون" الفرنسية، بحضور أفراد أسرته ورفقاء دربه القدامى وغياب تامّ للمسؤولين المحلييّن. وقد رافق مؤسس عرائس " القراقوز" إلى مثواه الأخير، جمع من أصدقاء المرحوم وبعض جيرانه، ومحبيه في جو من الحزن والأسى. وحضر تشييع جنازة الفقيد بالمناسبة شقيقه الأكبر السيد حميدي الهواري، الذي شكر جريدة "الجمهورية" كثيرا على الخدمة التي قدمتها مؤخرا، بعد تسليطها الضوء على المعاناة التي لاقتها أسرته بفرنسا بسبب عجزها على استخراج وثيقة التصريح بالدفن خارج الوطن، نظرا لارتفاع تكاليف الدفن الباهظة، حيث كشف لنا أن المشكلة انتهت بعد جهد جهيد، وأنه وفي حدود الساعة الواحدة والنصف من ظهيرة أمس، وصل جثمان شقيقه سعيد على متن طائرة، قادمة من فرنسا، لتنتهي المعضلة وتنتهي معها معاناة عائلته بوهران، مثمنا الدور الإعلامي الرائد ل"الجمهورية" التي تحدثت بإسهاب عن قضية المجاهد والفنان البارز عمي سعيد (رحمة الله عليه) لاسيما دوره الكبير في الحركة الوطنية وحتى الفنية الهامة. وبالمناسبة فقد أشاد لنا الكثير من أصدقاء ورفقاء المرحوم بخصال الفقيد، المعروف كما قالوا بسخائه وصدقه وحبه للعمل، مبرزين المكانة الكبيرة التي كان يتمتع بها الفنان الراحل، لاسيما وأنه يرجع له الفضل في تأسيس مسرح "عرائس القراقوز" سنة 1963، زيادة على أن عمي سعيد كان من بين الأوائل الذين شاركوا في حصة "الحديقة الساحرة" مع عدد من رفقائه الفاعلين في الساحة الفنية. للتذكير فقد توفي "حميدي سعيد " منذ قرابة الأسبوع، عن عمر ناهز ال77 عاما، إثر مرض عضال بعد مسار فني ونضالي طويلين، عرف خلاله نجاحات وتتويجات كبيرة وباهرة، حيث أنه مثّل الجزائر في في عدة مهرجانات عالمية على غرار المهرجان العالمي ل"القراقوز" ب"شارل فيل ميزيار" عام 1972 بفرنسا، واشتغاله كمخرج وممثل مسرحي أثرى الحياة الفنية بالعديد من اللوحات والباقات الإبداعية الجميلة. وقد سبق أن أكد شقيقه عمي الهواري ل"الجمهورية" أن " حميدي سعيد " كان يفتخر دائما بتصدر صورة مسرحية الفقيد "مسحوق الذكاء لكاتب ياسين" صفحات المسرح الشعبي العربي في المجلد العالمي لعام 1975، وأنه يرجع له الفضل في تأسيس بالي للرقص التقليدي تحت راية جمعية "نايلي" وجوق الموسيقى الأندلسية، بمدينة مونبلييه. فضلا عن مشاركته في مهرجان "أفينيون" بعرض للشعر العربي والمشرقي بعنوان "حدائق الشرق" وعدة مشارقات أخرى على غرار سنة الجزائربفرنسا عام 2003