غياب التشويق وراء رداءة البرامج الجزائرية في رمضان أحب الشوربة بالخضار و السمك الطازج تأسف المسرحي محمد ميهوبي على المستوى الركيك الذي باتت تتسم به جل البرامج التلفزيونية خلال شهر رمضان الكريم ،لاسيما الفكاهية منها التي فشلت في إمتاع المشاهد ولفت انتباهه في ظل غياب عامل التشويق الذي يُعوّل عليه بكثرة في تقديم العمل الاحترافي و الناجح ، كما أوضح ميهوبي عبر المكالمة الهاتفية أن " مخبر كوميديا "الذي تبثه القناة الجزائرية الوطنية يوميا خلال رمضان يحمل في لبه العديد من الأهداف التي تصب جلها في فتح باب الأمل أمام المواهب الشابة في المسرح و تمثيل الفن الوهراني بشكل مشرف يبعث على الاعتزاز، إضافة إلى تصريحات أخرى تابعوها في الحوار التالي : الجمهورية : فاجأت جمهورك هذا الموسم بعمل تلفزيوني جديد عنونته ب " مخبر كوميديا " ؟ هل لك أن تعطينا تفاصيل أكثر عن البرنامج ؟ ميهوبي : في الحقيقة " مخبر كوميديا " عمل تلفزيوني جديد أشرف عليه شخصيا رفقة المخرج " مصطفى عدناني وهو برنامج مفتوح للمواهب الشابة في فن المونولوج ، ففي البداية لم يكن هناك مخطط لتقديم مثل هذه البرامج إلا بعد أن استدعاني مدير محطة تلفزيون وهران الجهوية السيد " أحمد بن صبان " وطلب مني تقديم حصة فكاهية ، تفاجأت صراحة بالفكرة ولم أجد أي سبب يمنعني من انجاز عمل تلفزيوني يعود بالفائدة على مسرح وهران من خلال تقديم مواهب شابة لها طموح في اعتلاء الخشبة وابراز طاقاتها في الكوميديا ،وعلى هذا الأساس فتح البرنامج أبوابه أمام 30 ممثلا هاويا تقدموا من أجل الترشيح من مختلف ولايات الغرب الجزائري، وبعد ثلاثة أشهر كاملة من الكاستيغ الذي حضره مخرج العمل " مصطفى عدناني " وقع الاختيار على أكثر من 25 مترشحا تلقوا كلهم تربصا شاملا بالمسرح الصغير لجمعية الأمل بوهران ،وصورنا 15 حلقة بمعدل تقديم 3 مواهب في كل حلقة التي تعرض على مدار 13 دقيقة ،والحمد لله البرنامج حق نجاحا معتبرا وبات يملك جمهوره الخاص لاسيما عشاق الخشبة وفن المسرح، أما فيما يخص العنوان الذي استغرقنا فيه حوالي شهرين كاملين من البحث والتمحيص، نجح أخيرا المخرج " مصطفى عدناني " في ايجاد العنوان المناسب للبرنامج وهو " مخبر كوميديا " ، دون أن أنسى الجهد الكبير الذي بذلته الفرقة التقنية الشابة التي رافقتنا طيلة مدة العرض . الجمهورية : كل برنامج هواة له أهدافه الخاصة وتوصيات يطمح لتجسيدها ، فما هي أهم التطلعات التي تحاولون تحقيقها من خلال " مخبر كوميديا" ؟ ميهوبي : الهدف الرئيسي من " مخبر كوميديا "هو اكتشاف المواهب الشابة التي تملك طاقات ومؤهلات لا يُستهان بها في عالم المسرح ،هذه المواهب التي تبحث عن نافذة أمل من أجل اعتلاء الخشبة والبروز أمام الجمهور، فبقليل من التربص والتكوين تصبح قادرة على تمثيل مدينتها وبلدها بشكل مشرف ، خصوصا أن الكثير من المسرحيين الكبار والمعروفين اليوم في الوسط الفني الجزائري تخرجوا من مدرسة " الأمل "،ما يجعلنا نتشرف باحتواء هذا العدد من الأسماء الشابة والطموحة ، أما الهدف الثاني الذي نرمي إليه من خلال البرنامج هو إزالة تلك الصورة السيئة التي رسمت عن مدينة وهران من خلال أشخاص لا علاقة لهم بالمسرح ، هؤلاء شوهوا صورة الإبداع الوهراني بآدائهم الركيك و أدوارهم المخزية التي طرحت الكثير من التأويلات والقراءات الخاطئة عن أبناء الباهية ،نحن نحاول أن نرد الاعتبار للفن الرابع الأصيل من خلال هذه الحصة ونبث الحياة من جديد على ركح عاصمة الغرب الجزائري التي عرفت أسماء عملاقة وشخصيات فنية كبيرة لازالت أعمالها راسخة في السجل المسرحي الجزائري والعربي . الجمهورية : بعيدا عن العمل المسرحي ، كيف يقضي " محمد ميهوبي" أوقاته في شهر رمضان ؟ ميهوبي : والله أفضل أن أقضي معظم وقتي في رمضان رفقة عائلتي رغم أعمالي ومشاريعي المتراكمة ، حيث قررت خلال هذا الشهر الفضيل القيام بجولات سياحية ممتعة رفقة أسرتي إلى مختلف بلديات ودوائر مدينة وهران الباهية ، إذ زرنا أرزيو، حسيان طوال، عين البيضاء والبرية وغيرها من المناطق الأخرى، كما أخصص وقتا للسوق من أجل اقتناء مستلزمات رمضان والعبادة بطبيعة الحال ، وما تبقي من وقتي أعمل فيه قليلا بالمكتب . الجمهورية : ما هي الأطباق التي تفضلها على مائدتك الرمضانية ؟ ميهوبي : أعشق الشوربة بالخضار لدرجة أنه يمكنني أكل العديد من الصحون الواحد تلو الآخر، كما أحب السمك أيضا لكن هذه السنة لم أشتره لأن ذوقي صعب في اختيار السمك الطازج الذي انعدم بشكل كبير في أسواقنا، أما فيما يخص الحلويات فأنا أفضل أكل الشامية وأصابع القاضي على الزلابية دون أن أنسى الفلان بالفانيليا وتناول القهوة طبعا وعصير الليمون . الجمهورية : ما هي أهم البرامج التلفزيونية التي لفتت انتباهك على الشاشة الجزائرية ؟ ميهوبي : صدقوني إن قلت لكم أنني لم أجد برنامجا جيدا أشاهده للأسف ،لا أدري حقا لم وصلنا إلى هذا المستوى من الرداءة في إعداد برامج رمضان سواء كانت مسلسلات أو كاميرا خفية أو " خوفية " كما يسميها البعض ، ففي الماضي كانت مقالب الكاميرا تضحكنا وتمتعنا أما الآن صارت تخيفنا وترعبنا عدا عن كونها تشكل خطرا كبيرا على صحة الضحايا الذين يتم استفزازهم بطريقة غير إنسانية يمكن أن ترفع من ضغطهم وتوقف قلوبهم في لحظة ،أما فيما يخص البرامج الفكاهية فحدث ولاحرج، فكوني فنان ومخرج أجد صعوبة في تقبل طبيعة و أفكار هذه الحصص الخالية من المتعة و الاحترافية ، لا يوجد إتقان في العمل ولا حتى موضوعية من شأنها أن تلفت انتباه المشاهد الجزائري وتحوز على إعجابه، فغياب التشويق أثر بشكل سلبي على نجاح جلّ الأعمال التلفزيونية ،فمثلا سلسلة "سلطان العاشر " بثت في البداية نوعا من الحماس كونها أضخم عمل درامي جزائري لكنها بدأت تفقد بريقها حلقة بعد أخرى وهذا سببه غياب عناصر التشويق . الجمهورية : ما هو الجديد الفني الذي تعكف على تحضيره حاليا ؟ ميهوبي : أستعد حاليا لتقديم العرض العام لمسرحيتي الجديدة " محمد في الهند " يوم 5 جويلية بمسرح علولة بوهران ،وهو مونولوج واقعي نقلت فكرته عن التجربة التي عشتها في الهند لكن بقصة مختلفة ، حيث أن" الوان مان شو " تدور حيثياته حول موظف جزائري ترسله شركته إلى الهند من أجل جلب مخطط سفينة فيعيش مغامرات شيقة ومضحكة .