@ الكثير من دور النشر الجزائرية لا علاقة لها بالمجال @ توقيع «هي و البحر » و «أين غاب القمر»في الصالون الدولي للكتاب بالعاصمة كشف الأديب الجزائري « علاوة كوسة « أنه يستعد لتوقيع مجموعته القصصية « هي والبحر « الصادرة عن منشورات فاصلة ضمن الطبعة ال20 من الصالون الدولي للكتاب الذي تحتضنه الجزائر خلال الفترة الممتدة بين 27 أكتوبر و 7 نوفمبر 2015 وذلك إلى جانب توقيعه لمؤلفين آخرين ويتعلق الأمر بروايتي « أين غاب القمر « و « ريح يوسف « ، كما أوضح « كوسة « في التصريح الذي خص به جريدة الجمهورية أن مؤلفه يضم قصصا قصيرة جدا تنوعت مضامينها وتعددت مفاهيمها في إطار محكم التركيب .. قصص تعايش أسرار الحياة وانعكاساتها وتعانق التيارات الراحلة والوافدة في واقعنا المعاش الذي يجمع بين ذاكرة الإنسان وحلمه ، و بين تناقضات الذات الإنسانية ..هو عالم قصصي أراد من خلاله « كوسة « أن يترجم ثنائية اللقاء والفراق من جهة وعلاقات الحب والكره من جهة أخرى .. ، من خلال توظيفه لأشكال تعبيرية قريبة من الحياة اليومية ومفردات لغوية سلسة من شأنها منح الكاتب حرية أكبر في نقل تناقضات المجتمع بين الواقع و المخيال .. ، ومن هذا المنطلق تظهر لنا بعض المؤشرات الدالة على البنية القصصية التي اعتمدها الأديب في مؤلفه الجديد ، والتي تتجلى في قوة التركيب اللغوي وبساطة الطرح والمعالجة وكذا ملامسة الحياة الاجتماعية من مختلف جوانبها .. ومن أهم القصص القصيرة التي يقدمها « كوسة « في روايته قصة « حنين « ، « هي والبحر» ، « أول الجرح « ، « عرافة الحي « ، وغيرها . من جهة أخرى قال « علاوة كوسة « إنه يجد نفسه في كل الأجناس الأدبية من قصة وشعر ورواية ومسرح ..حيث أنه لا يخير لونا على آخر .. فهو يكتب ذاته و رؤياه تاركا لها حرية اختيار قالبها الذي يناسبها ..فلكل جنس عوالمه ومقولاته وطقوسه ، رغم أنه مال في المدة الأخيرة نحو السرد على حساب الشعر ، ومال للقصة القصيرة جدا على حساب القصة والرواية، وعن تقييمه لواقع الأدب الجزائري ومكانته في المشهد العربي أكد محدثنا أن المنتج الأدبي الجزائري أثبت قدرات رهيبة شعرا ، رواية وقصة ..لكن الإشكال يكمن في الاشتغال على ترويجه وتعريف الآخر به عن طريق فتح نوافذ النشر والتوزيع والاحتفاء به ، وهذا بالتحديد ما نفتقده في بلدنا ، عكس الدول العربية التي لا تملك منتجا قويا من منتجنا ، لكنها تحسن الترويج له والاحتفال به ، وذلك بالتحديد ما عرفته أعماله المنشورة بالإمارات العربية والتي نالت حقها أكثر مما نالته بالجزائر وهنا تبرز المفارقة . وعن دور النشر الجزائرية أشار صاحب رائعة « ارتعاش المرايا « إلى أن الكثير منها لا علاقة لها بالنشر،..وقليلها المحترفة التي تتقن تخصصاتها وحرفتها وتعي دورها الثقافي الذي يتجاوز كونها تجارة وربحا.. لكن تلك التي يسيرها مبدعون وكتاب ومثقفون حققت نجاحات كبيرة بفضل أصحابها العارفين بالواقع الأدبي والأسماء الأدبية الفاعلة في الساحة.. وللإشارة فإن الكاتب والأكاديمي « علاوة كوسة « الذي ينحدر من ولاية سطيف ، يملك في رصيده الأدبي مجموعة هامة من الإصدارات الناجحة أهمها « راتعاش المرايا « 2008 ، رواية « بلقيس « 2012 ، المجموعة القصصية « أين غاب القمر « ، رواية « أوردة الرخام « وغيرها من المؤلفات التي نال بها عدة جوائز وطنية وعربية منها جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي للرواية سنة 2011 و جائزة مهرجان الشاطئ الشعري في طبعتها العربية 2010، الجائزة الوطنية للرواية القصيرة بالوادي 2011، جائزة الامتياز الثقافي بسطيف 2011، جائزة العلامة عبد الحميد ابن باديس للشعر قسنطينة 2012، و جائزة مؤسسة فنون وثقافة للشعر بالعاصمة 2012 ..