@ الموت المفاجئ للاعبين طول فترة علاج الاصابات من مؤشرات تعاطي المنشطات @ لا نملك إرادة حقيقية لإنجاز مخابر للتحاليل ونحن غير قادرين على تسيير الدخول الى الملاعب @ المناجرة في الجزائر يمتهنون «البزنسة» ولا يفقهون شيئا في المناجمت الرياضي @ كل المواد المنشطة والمكملات الغدائية التي تدخل عن طريق تجار الحقيبة تعد خطرا على مستعمليها الرياضة في وقتنا الحالي أخدت بعدا أكثر مما تستحق وتحولت إلى فضاء مفتوح على جميع الممارسات المشبوهة وغير مشبوهة من أجل تحقيق المكسب السريع بهذه العبارة إستهل الخبير القضائي محمد عياط حديثه ليومية الجمهورية ، حيث شخّص في هذا الحوار أسباب تفشي ظاهرة تعاطي المنشطات في الوسط الرياضي وذهب بعيدا بقوله أن معظم لاعبي البطولة الجزائرية يتناولون العقاقير المساعدة على رفع معدل طاقة الجسم إذ يتناولون المواد المحظورة بنسب متفاوتة في إشارة واضحة إلى تعاطي السجائر المحشوة بمادة « زطلة « وسط اللاعبين وذلك لغرض تحسين النشاط البدني وتقوية العضلات وأعاب على أشباه المناجرة الذين لا يفقهون - حسبه - شيئا في المناجمنت الرياضي أو العام واعتبرهم مجرد أشخاص «بزناسية « يمتهنون هذا النشاط من اجل جني الأموال الطائلة وهم محسوبين على النوادي واللاعبين الذين يقعون ضحايا بين أيديهم كما حمل مسيري الشركات الرياضية مسؤولية ما يحدث في الوسط الكروي وبالأخص ضلوع البعض منهم في انحراف سلوك اللاعب وتغير وجهة نظره اتجاه مستقبله باختزاله الوقت لبلوغ العالمية بأسرع الطرق وأبشعها وتساءل محدثنا عن غياب المتابعة الصحية المستمرة للاعبين فيا لنواد ي التي يهمها سوى ما تحققه من مداخيل دون المساهمة في التنمية الاقتصادية .. ^ في البداية نشكركم على الاستضافة و نود فقط التطرق الى جانب مهم في حياة الرياضي ويتعلق بتعاطي المنشطات التي اتسعت رقعتها في النوادي الجزائرية، كيف تفسرون الاقبال المتزايد للاعبين على هذه المواد رغم علمهم بأضرارها ؟ لا شكر على واجب فمرحبا بكم في أي وقت ونحن في خدمة الإعلام والرياضين خصوصا وبالنسبة للموضوع الذي تفضلتي بطرحه فيستحق أن نقف عنده نظرا لخطورته كونه ملف شائك ومتشعب يتطلب التفاف كل الفاعلين في هذا المجال للحد من الظاهرة أو التخفيف من حدتها على الأقل لكن الجدير بالذكر ان آفة تناول العقاقير المنشطة قديمة النشأة يعود ظهورها إلى أول دورة للألعاب الاولمبية بأثينا اليونانية ، حيث كان الرياضيون يتعاطون المنشطات على شاكلة مواد كحولية كالخمور و الاعشاب ولكن مع تطور عالم الكيمياء بدأت تظهر اختراعات حديثة وصلت إلى حد ابتكار عقار منشط محمي بمواد لا يسمح الكشف عنها بواسطة التحاليل المخبرية وهي عبارة عن حبوب تمنح للجسم طاقة خارقة من الجانبين البدني والفكري و يتولد لدى الرياضي شعور بالعنف والعدوانية وفي نفس الوقت لا ينتابه الاحساس بالخوف لأن المادة المنشطة تؤثر بشكل مباشر على جهازه العصبي وفي ذات الوقت تقوي عضلاته. ومع مرور الزمن أصبحت السوق العالمية منتعشة في مجال الترويج وتجارة المنشطات بشكل واسع يفوق كل التصورات نظرا لسعرها المرتفع. وحاليا الرياضة في العالم تحولت الى تجارة مربحة بل أن الاستثمار الرياضي اصبح اقصر طريق لكسب الاموال في ظرف قياسي مما يعني أن الحصول على رقم قياسي عالمي يقاس بملايير الدولارات سواء بالنسبة للرياضي أو الدولة . ^ كيف توصلت الابتكارات العلمية الحديثة الى انتاج مواد منشطة محمية بمواد لا يتم الكشف عنها في اختبار الكشف وهل هده الطرق معمول بها في الجزائر ؟ نحن لم نصل بعد إلى هذه المرحلة وليس لدينا مخابر أصلا لبلوغ هذا المستوى ، فالأبحاث العلمية في تطور ملحوظ وهناك مختبرات في العالم تبحث عن أساليب بديلة لحجب المواد المنشطة في نتائج التحاليل مما يعني أن الخبراء في كل مرة يخترعون مواد منشطة محمية وهي في صورة الفيروس ومضاد للفيروس . ^ هل نفهم ن كلامك أن بعض الرياضيين في العالم الاوروبي يتحايلون باستخدام هذه المواد التي لا يمكن إثبات وجودها في التحاليل ؟ ممكن جدا أنها متداولة في السر وهذا ما يحدث في اوروبا ونحن لم نصل الى هذا المستوى من التقدم بسبب التكاليف الباهضة التي تتطلبها هذه العملية فمثل هده المحظورات ليست متوفرة في الجزائر والحمد لله. ^ هذا ما يرجح احتمال تعاطي النجوم العالميين للمنشطات بطرق لا يمكن الحصول على ايجابية الفحص الطبي مثلا ؟ بالتأكيد وإلا فكيف نفسر حالات الموت المفاجئ لأشهر اللاعبين خلال المباريات وحاليا أضحت ظاهرة الاصابات التي تتطلب شهور للعلاج جد منتشرة مع العلم التعب العضلي العادي يتطلب اسابيع للشفاء بينما اللاعب المعتاد على تناول المقوّيات لا يترك المجال لعضلة جسمه ترتاح بفعل تأثير العقاقير وبالتالي فهي تتطلب مدة أطول لاستعادة نشاطها . كل هذه هي عبارة عن مؤشرات على تعاطي المواد المحظورة . ^ دكتور.. ماهي أكثر أنواع المنشطات إنتشارأ في المحيط الرياضي الجزائري ؟ هناك عدة أنواع من المنشطات المنتشرة في بيئتنا الرياضية على غرار المواد التي تساهم في عملية بناء مادة الايض والتي تعمل على تضخيم العضلات والانسجة منها مادة الستيرويد وهي من عائلة تدعى les agent anabolics وهي عبارة عن هرمونات مقوية ومنها فصيلة « تستسترون» testostérone الذي يزيد من حجم العضلات ونوع آخر اكثر انتشار وهي المنشطات المنبهة بما تعرف ب مصطلح les stimulants على غرار الكوكايين و والكافيين ودورها يتمثل في تنبيه مباشر للجهاز العصبي وزيادة تدفق الدم في القلب وتسريع نبضاته حيث لا تجعل المدمن عليها يشعر بالتعب وتثير لديه غريزة العدوانية ولعل الاضرار الناجمة عنها تحدث اضطرابات عقلية وتسبب الهلوسة ناهيك عن «هرمونات كورتيكوييد» التي تخفي الشعور بآلام الإصابة بينما تظهر أضرار تناول هذه المواد في ظرف لا يقل عن اربع سنوات على أقصى تقدير ، حيث يبدأ الرياضي يعاني من كثرة التمزق العضلي وحالات الشد المفاجئ للأربطة فضلا على إضعاف وظائف القلب و الدورة الدموية اضف إلى ذلك هناك هرمونات أكثر استعمالا والتي تسمى ب «les beta blokers « أي محاصرات بيتا التي تعمل تخريب نشاط الدورة الدموية وتؤثر على عضلة القلب بهدف تخفيف حده التوتر زيادة على هرمون «ناركوتيك» الموجود في المخدرات كالماريغوانا والقنب الهندي والتي تمنح التركيز والطاقة الخارقة للجسم لكنها مضرة وتسبب حالات الموت المفاجئ والإصابة بالسرطان وهناك أعراض تظهرها كشعور بصداع في الرأس و نزيف دموي على مستوى الأنف واختلال وظائف الكبد . ^ هل الرياضيين يتمتعون بدرجة من الوعي حول مخاطر هده المواد أم انهم يكتشفونها بعد حدوث الكارثة والقضاء على مسيرتهم بأيديهم مثلما حدث مع لاعب» لياسما «يوسف بلايلي بما أنكم فتحتم الحديث عن اللاعب بلايلي فانا أعرفه شخصيا منذ ان كان في فريق اشبال مولودية وهران عندما كنت مسئولا على كل الفئات الصغرى في تلك الفترة وكان رفقة عواج والآخرين الذين يلعبون حاليا في كبار الاندية الجزائرية في ذلك الوقت وتحديدا في موسم 95 -96 اقترحنا على المسيرين الدائمين بما أننا كنا من الاشخاص المؤقتين تخصيص دفتر صحي لكل لاعب ينخرط في المولودية على ان يحتفظ به الى غاية بلوغه صنف الاكابر ويظل اللاعب محل متابعة طبية حتى في حالة انتقاله الى فريق اخر لكن هذا المقترح لم يؤخذ بجدية وانتهى الامر . ^ هل في اعتقادك أن اللاعب قد يكون ضحية المسيرين في هذه الحالة ؟ ممكن جدا لكنه يبقى مسئولا عن نفسه وهو آخر شخص تلقى على عاتقه المسؤولية ,لأن هذا اللاعب لا يمكن أن يتصرف لوحده فهنا يأتي دور «المناجير» وبالنسبة ل قضية بلايلي فيمكن الجزم أنه راح ضحية مناجيره وهو في نفس الوقت والده وعلى كل حال مع احتراماتي لهذا اللاعب ووالده فكان من المفروض على هذا الأخير أن يبحث له عن مناجير يفقه في أمور التسيير الرياضي شريطة امتلاكه شهادة متخصص في المناجمنت و يؤسفني القول أن المناجرة في الجزائر غير مؤهلين لهذا المنصب ، حيث أصبح كل من هبّ ودبّ يقتحم هذا المجال ويتحول إلى وكيل أعمال بدون شهادة ولا مؤهل دراسي وهنا تتحدد أيضا مسؤولية المسير الذي لا يستعين بالخبراء في إدارة شؤون الشركات وأكرر أسفى على غياب القوانين التي تشرّع عمل الشركات الرياضية ونحن في عز الاحتراف المزعوم, في الواقع قبل أن نتحدث عن هذا كله يجب أن نعترف بفشل المنظومة الرياضية في حد ذاتها , فكيف نتحدث عن الاحتراف ونحن ندخل الملاعب بصورة عشوائية بلا تذاكر أو كراسي مرقمة وقلتها مرارا لمسئولي «الفاف « الاحترافية تبدأ بتسيير الملاعب أولا وبعدها يمكننا الحديث عن أمور أخرى وبالنسبة لظاهرة المنشطات فهي تحصيل حاصل لما تعيشه الرياضة الجزائرية ويمكن الجزم أن 50 بالمائة من لاعبي البطولة المحلية يتناولون المواد المنشطة. ^ هناك بعض الرياضيين وقعوا في فخ المنشطات بتناولهم أدوية تحتوي على مواد منبهة على غرار قضية العداء سيد علي سياف فهل الطبيب يتحمل في هذه الحالة مسؤولية عدم توعية العداء بخطورة مفعول المواد الصيدلانية على الجسم الرياضي ؟ حسب رأيي الشخصي أنه من غير الممكن أن يقع عداء في هذا الفخ إلاّ في حالة تبوث تناوله جرعات من العقاقير المنشطة وعندما ينكشف أمره يلجأ إلى مثل هذه الطرق للتحايل فقط بحجة تناوله ادوية تحتوي على مواد محظورة وبحكم مهنة الطبيب المشرف عليه فهو لايقع في مثل هذه التفاهات فالتحاليل الطبية لا يمكن التشكيك في صحتها . ^ قلت أن النوادي لا تستفيد من الخبراء المختصين في ادارة شؤون اللاعبين وهذا الوضع ساهم في التسيير العشوائي للشركات لأن المناجير لا يقوم بواجبه اليس كذلك ؟ دور المناجير في البطولة الجزائر هو تحطيم مستقبل اللاعب من أجل المال لا يملك نظرة مستقبلية في الوقت الذي يفترض ان يتبع كل خطوات اللاعب ومن المفروض ان يتدخل في تحركاته و حياته الشخصية لأن اللاعب هو بمثابة الآلة ومناجير هو من يسيرها لكننا ما نراه في بيئتنا منافيا لايمث بصلة لمهنة وكيل أعمال ، فلاعب بمستوى بلايلي يجب أن يخضع لمراقبة طبية خاصة وللأسف نفس السيناريو تكرر مع اللاعب الدولي مراد مقني الذي راح ضحية الطاقم الطبي للمنتخب الجزائري حيث ضاع مشوار اللاعب بقرار طبي أجبر اللاعب المذكور على بدل مجهود بدلا من إراحته ولعل غلطة الاطباء وراء ضياع مستقبل هذا العنصر الذي كان يبهر الجميع في البطولة الايطالية فالمسئولين لم يأخذوا قضية اللاعب بدرجة من الوعي واليقظة للحفاظ على نجم مثل مراد مقني. ^ في منظورك الشخصي لماذا بلغ التفكير باللاعبين الجزائريين الى درجة تعاطي مواد محظورة ؟ أي لاعب يصل الى مستوى بلايلي ويتقاضى أجرا خياليا يتجاوز راتب شهري لطاقم حكومي برمته فهو معرض للوقوع في فخ الغرور بل يطمح في تطوير مستواه بشتى الطرق الملتوية وهو الجانب الذي يجب ان يعاد النظر فيه مجددا بعدما تحول الثراء سبيلا للانحراف في الوسط الرياضي . ^ في رأيك ماذا حققت المنظومة الاحترافية لحد الان ؟ منذ تطبيق هذه السياسة تجرعنا الفشل فهل يمكن أن ندخل هذا العالم الواسع ونحن لا نملك مخابر ولا ملاعب ولا نملك مناجرة معتمدين فكيف سيتطور المستوى على حد زعم روراوة بهد الطريقة العشوائية , كرتنا بعيدة كل البعد عن الاحتراف الحقيقي ، فهل سمعتم عن شركات كشفت رقم اعمالها و انشأت بالاستقلالية مراكز تكوين وخصصت بطاقية للأنصار لحدن الآن لا توجد طبعا وكل الفرق في العالم لديها مداخيل وتساهم في اقتصاد بلدها على غرار إسبانيا التي تستفيد من ايرادات المباريات بالعملة الصعبة فهي لا تحتاج للبترول ولا لعائدات تصدير مادة زيت الزيتون إلا الجزائر التي يدفع فيها المتفرج ثمن التذكرة ويلج الى داخل الملعب «حارقّ» ولايبقى الامر عند هذا الحد بل يتسبب في حدوث العنف ويكلف خزينة الدولة خسائر بالملايير . ^ بصفتك خبير في مراقبة الجودة والنوعية ومختص في البيولوجيا بماذا تنصح الرياضيين الذين يتعاطون المنشطات والمكملات الغدائية لتقوية أجسامهم ؟ شكرا لأنك تطرقت إلى هذا الجانب فلابد من الإشارة أن كل المواد المنشطة والمكملات الغدائية كالبروتينات التي تدخل عن طريق تجار الشنطة غير آمنة على صحة الرياضيين وانصحهم بالابتعاد عنها فمتى غاب اسم المستورد ومنشأ البلد صنع فيه فهي تشكر خطرا على حياته وكل المواد التي تدخل عبر الميناء أو المطار فهي خاضعة للمراقبة لكننا في الجزائر لا نستورد المواد المنشطة كمثل التي يستعملها رياضيي كمال الأجسام . ^ كيف السبيل لمحاربة ظاهرة المنشطات في ظل المشاكل التي تشهدها المنظومة الرياضية؟ يجب أن تتوفر المخابر المجهزة بالعتاد ، للأسف لا نملك إرادة سياسية لتبني مشاريع في هذا المجال فعوض ان نصرف 20 مليار لجلب مطربة من الخارج لإحياء السهرات كنا قادرين على بناء مخابر للكشف عن المنشطات أو على الاقل توفير الرعاية الطبية للاعبين المصابين عوض نقلهم مستشفيات قطر للعلاج. ت ر