عرضت مساء الخميس مسرحية "الأرنب و القنفود" للأطفال لأول مرة على خشبة مسرح سيراط بومدين بمدينة سعيدة للكاتب و الفنان المسرحي عبد القادر بلكوري مقتبسة عن كاتبها بيتر انسيكات والمستوحاة من التراث العالمي و الذي وقع إخراجها يوسف قواسمي لفرقة تعاونية ابن سينا بالتعاون مع فرقة ملائكة الخشبة حيث اقتسم بطولة التمثيل كل من بلكوري محمد، بلحاج حسين، كريم فارس ،ملاح أمين و بن عبد الله يحي و موسيقى بن عبد الله حسين. قضى براعم سعيدة عشية فنية مبهجة رسمت خلالها الفرحة على محاياهم وارتفعت أصواتهم بالضحكات والهتافات للأرنب والقنفود منذ انطلاق المسرحية واستلقاء القنفود الكسول في بستانه نائما وتعيش بجانبه زوجته القنفودة التي تحرص على القيام بترتيب أمور بيتها وتدفع بزوجها إلى العمل وتنظيف البستان فأمام عناده السلبي يتآمر الأرنب و الببغاء لتجريده من البستان ولكن القنفود بذكائه يدبر خطة مسابقة للجري مع الأرنب، على أن يأخذ الفائز البستان بعد أن اتفق مع زوجته أن يبقى هو عند الانطلاق وهي عند نقطة الوصول وتذهب القنفودة عند الببغاء لكي تتأكد إن كشف أمرها إلا أنه لم يفرق بينها وبين زوجها لتبدأ المسابقة بين الأرنب والقنفود وتنجح خطته ولكن الأرنب لم يصدق النتيجة و يكرر السباق أكثر من مرة و توالت أحداث المسرحية وكان أجملها استرجاع القنفود لبستانه، كما تميزت بمشاهدها المتنوعة وامتزج العرض بين الكوميديا والفكاهة وتخللته لوحات موسيقية من رقص وغناء متميزة تفاعل معها جمهور الأطفال وغنى معها وصفق لها حيث بدى أبداع الممثلين واضحا في إيصال فكرة المسرحية من خلال تجاوب الصغار معها وإمتاعهم و التي تابعوها بكثرة من الانتباه و استمرت المسرحية بطابعها الكوميدي المبهج مبرزة لفن راقي هادف للأطفال أعيدت المسرحية صباح امس الجمعة بنفس المسرح و تعرض اليوم بدار الثقافة مصطفى خالف المدعو شكيب في إطار فعاليات اليوم الوطني للهجرة . //////// انطباعات الكاتب بلكوري عبد القادر: رسالة العرض هي محاربة الكسل ونفض أطماع الغير فنان مسرحي كاتب و ممثل في مسرح عبد القادر علولة بوهران ينشط في هذا الحقل الفني منذ 37 سنة وكانت أول انطلاقة مسرحية النحلة المشهورة كممثل ليبدأ مشوار الكتابة في بدايات التسعينيات للعديد من المؤلفات المسرحية و المقتبسات من تراث العالم و مسرحية الأرنب و القنفود التي عرضت اليوم قد أنتجت بوهران في عام 1988 في إطار التبادل الثقافي و التعرف على تجارب عالمية من خلال استضافة المسرحي الألماني بيتر انسيكات ووقف هذا العمل عند حدود الإثراء الفني و الترجمة وفي 2001 وحاولت مرة أخرى إحياء القصة من جديد لكن ظروف تركيبها و إنتاجها لم تكن مستوى تطلعات التجربة الطويلة و الرائعة التي يزخر بها المسرح الجهوي بوهران لهذا عدت من جديد لأزود تجربتي رغم أنني خضت تجارب أخرى و لكن رجعت خصيصا لهذا النص الذي يصلح للصغار و الكبار ويحمل رسائل كثيرة ،أول رسالة هي أننا نحارب الكسل ونفض أطماع الغير التي تريد أن تقضي على تراثنا وتستولي على أراضينا ورسائل أخرى بسيطة الحياة الزوجية و الهناء... أما بالنسبة للفرقة التي تربطني بهم علاقة حميمية هي فرقة شبابية يجمعها هدف واحد وهو الفن و من ضمنهم ابني رغم أنني لا افرق بينهم لأنهم جميعا أولادي طاقات شبابية واعدة قاموا بمسرحية الوحل منذ سنة و جالوا بها عبر الوطن و تحصلوا على جوائز كثيرة وسنسعى للوصول للاحترافية أكثر. قواسمي يوسف مخرج وسينوغرافيا: أنا اليوم أجني ثمار ما زرعت قمنا اليوم بالعرض العام لمسرحية الأرنب و القنفود بمدينة سعيدة اشكر مسرح الجهوي سيراط بومدين على الاستضافة و التقنيين الذين ساعدونا كثيرا فهذه القصة عبارة عن مغامرة لنا،و أنا كمخرج و ممثلين تدربنا عليها في منزلي لكن الحمد لله تجاوب الأطفال كان واضحا من خلال تتبعهم و الهدوء خلال العرض رغم أنه من صعب أن تجعل الطفل ينتبه إليك و يتفاعل معك، هذه القصة عالمية مقتبسة من لبيتر انسيكات أضف عليها الكاتب لمسته الخاصة بطريقة أخرى رغم أنه سبق و أن كتبها للمسرح الجهوي لمدينة وهران ولكن الأستاذ لم يصل إلا مبتغاة حتى سنة 2015 عدلها وعرضها علينا وحاولنا أن نقوم بتمثيلها بطريقة بسيطة وطريقة غنية بالتمثيل و ممثلين هم مبدعين لا غنية من ناحية الديكور فكرنا بأن يكون بسيطا لكي يسهل نقله بالإضافة إلى قلة الإمكانيات المادية التي لا تسمح لنا بديكور ضخم ولكن هذه التحديات من صنعتنا وهي التي تنتج الإبداع وكنت جد سعيد بجمهور الأطفال وأنا في عملي كمخرج أحاول قدر الإمكان تقديم أكثر متعة و الحمد لله من خلال العرض أنا راض جدا عن البهجة و السرور التي عاشها الأطفال و أنا اليوم أجني ثمار ما زرعت.