" الزرنة" و " آلة العيطة " سر نجاحي على الصعيد العالمي أكّد فنان الأغنية السّوفية " عبد الله المناعي" أنه لا يزال قادرا على العطاء رغم بلوغه سن ال75 ، حيث أنه يسعى دائما لتجديد التراث السّوفي الذي يزخر بمواهب شبّانية قادرة على تسلّم المشعل من بعده على غرار المنشد المتألق " كمال رزوق " الفائز مؤخرا بجائزة الشارقة في نسختها السّابعة، الذي قال بأنه يمتلك إمكانيات صوتيه وفنية هائلتين، وقال صاحب رائعة " بنت العرجون " في التصريح الذي خص به أمس جريدة الجمهورية إن الفنان الناجح ليس من يقدم الكثير من الأغاني والأسطوانات المضغوطة، بل هو من يكتفي بإصدار القليل من الأعمال الفنية المثمرة، الجدية والهادفة، موضحا أنه ترك انطباعا جيدا في جل المهرجانات التي شارك فيها داخل و خارج ، حيث أن يفتخر بجمهوره و محبيه الذين يعشقون طلعاته الموسيقية الضاربة في أعماق الجنوب الأشمّ . وعن أغنية "بنت العرجون" التي اشتهر بها في الماضي، أوضح " المناعي " أنها تعد من بين المقاطع الغنائية الصعبة التي أدّاها، كونها تحتاج إلى طريقة إلقاء خاصة، وموّال من تراث وادي سوف العريق، وكلمات هادفة، مباشرة وعاطفية، لذلك ينبغي على الفنان الذي يريد تأديتها –يقول المناعي - ، أن يكون صاحب نفس طويل وصوت رخيم، مطالبا المبدعين الشباب، بوجوب الاستفادة من رصيد المطربين القدامى الذين يملكون الخبرة التي يحتاجونها في مسيرتهم الفنية ، وعن كلمات الأغاني التي يقدمها صرّح فنان الأغنية السوفية أنه من الفنانين الذين يسترجلون في مختلف التظاهرات التي يشارك فيها، بل أحيانا يؤلف قصيدة على المباشر وبراحة تامة، وعن أسرار نجاحه في الوصول بالأغنية السّوفية إلى العالمية ، قال محدثنا إنه لما يلتقي بجمهوره يغني له بصدق، حب وإخلاص، فهو من الذين غرّدوا كثيرا للمرأة في بلادنا، إذ تحدث عن معاناتها، نضالها، دورها الفعال والإيجابي في المجتمع...إلخ وفيما يخص مواويله التراثية قال " عبد الله المناعي " إنها تحمل رسالة هادفة تصل بسرعة وسهولة إلى المتلقي، خصوصا باستعماله " الزرنة " وآلة " العيطة " التي يستعملها في مختلف المقاطع الغنائية ، مضيفا أنها تعد من أصعب الآلات الموسيقية التي نادرا ما يتقنها أي فنان ، وفي العديد من الحالات تجد الكثير من الفرق الموسيقية التي تشارك في مختلف المهرجانات صعوبة كبيرة للانسجام مع مواويله التراثية موال" ، وبخصوص مهرجان "لوس" الدولي للموسيقى والغناء والفلكلور، الذي اختتم أول أمس بمدينة وادي سوف، أكّد " عبد الله المناعي" ، أن هذه التظاهرة الناجحة سمحت له بتقديم بعض المقاطع الغنائية المعروفة، التي نالت إعجاب الجمهور الكبير ، و أنه سجل حضوره كأحد أبرز فناني الأغنية السوفية بالولاية، لاسيما وأن المشاركة الدولية كانت قوية من خلال حضور مصر، باكستان، وحتى الصحراء الغربية، كما أن المهرجان مناسبة هامة للتعريف بالتراث الغني والمتنوع الذي تزخر به المنطقة عموما والجنوب الجزائري خصوصا .. و في الأخير أشار المنّاعي إلى أنّه فنّان متواضع وغير مادّي .. كما أنّ لديه ذكريات جميلة في تونس التي غنّى فيها كثيرا ، و الأهم من ذلك أنه طيلة مشواره الفني الذي يزيد عن 36 سنة، استطاع تقديم الكثير من النصائح والإرشادات للفنانين السّوفيين الشباب، حتى يتطوّروا ويرتقوا بهذا النوع من الفنون ، خصوصا أن " المناعي " نجح في إيصال الأغنيّة السّوفية إلى العالمية ، حيث غنّى في كوريا الجنوبية وأدهشهم بآلة " العيطة " و" مواويله " التي تنبع من فنان لديه خبرة طويلة في هذا النوع من التراث الذي تزخر به الجزائر العميقة .