من بين النوادي العريقة في ولاية وهران، فريق مشعل سيدي الشحمي، هذا النادي الذي كان يسمى ب »نادي الرياضي لسيدي الشحمي (CSC)« أسس سنة 1946، من طرف مجموعة من شباب أرادوا أن ينشؤوا فريقا لكرة القدم لغرض سياسي آنذاك، أثناء الحقبة الإستعمارية، وذلك على غرار نوادي أخرى جزائرية، فريق المشعل ترأسه فرحاوي محمد كأول رئيس للنادي، حيث كان له حجر الأساس لهذا الفريق الذي يمثل الجهة الشرقية لولاية وهران، ليليه في رئاسة النادي نباتي شرڤي، حيث ترأس هذا النادي عشرة رؤساء منذ نشأته، على غرر حامق عبد القادر، شيماعيش بلبنة، ميصابيح باشير، شلالي ميلود، عبدي عثمان، كرطالي موراد، بن عايشة عبد الله. فريق »الامبياسي« رغم أنه لم يكن يملك ملعب إلا أنه استطاع أن يبرز نظرا للتركيبة البشرية التي كان يملكها، حيث يعتبر من بين النوادي التي عرفت بدايتها بلاعبين ذو أصول جزائرية ولم تضم أي لاعب من أبناء الإستعمار إلى غاي سنوات الخمسينات، حيث ترأس الفريق بنادي البشر، والذي ضم أول لاعب ذو جنسية فرنسية وكان يدعى ب »بول« حيث شغل هذا الأخير في حراسة المرمى إلى غاية الإستقلال، كما يعتبر فريق المشعل من بين النوادي التي أرسلت أو ضحّت ببعض اللاعبين سنة 1961، حيث شارك كل من قداري عبد اللاوي وكاشا بغداد مع مجموعة لاعببين الذين لبوا نداء جبهة التحرير الوطني، حيث أستشهدوا مع لاعب آخر من شباب بلانتير والمدعو ب »لاشوفيار«. كما أنجب فريق »الامبياسي« عدة لاعبين صنعوا أمجاد الفوز على غرر كرطالي بن يبقى في بداية مشوار الفريق بالإضافة إلى أسماء أخرى بارزة بالإضافة إلى ناصر شرڤي الهواري في الثمانينات. أما في التسعينات فكان العهد للاعب نباتي عبد القادر بالإضافة إلى حتري واللاعب فايضة. كما يملك فريق مشعل سيدي الشحمي قاعدة شبانية تصل إلى 150 لاعب في جميع الأصناف الصغرى للفريق، وعادة ما تحقق نتائج على المستوى الوطني، حيث تعتبر التتويجات المحلية والولائية مفروغ منها، لأنه في كل موسم تتحصل أحد الأصناف على بطولة أو كأس الولاية، أما الأكابر فقد حققوا الصعود إلى بطولة الشرفي الأول سنة 1980، بأرمادة من اللاعبين تميزهم اللاعب كاتب محمد وصابر عبد القادر، حيث تعذر بعدها فريق »الأمبياسي« الصعود نظرا لعدم توفرهم على الملعب، ليأتي موسم فرج في سنة 1996 حين حقق الصعود إلى بطولة الجهوي الأول، بقيادة الرئيس عثمان عبادي حيث عانى فريق قبلها من التقسيم الإداري، والذي حرم أنصار الشحماوة على رأسهم المناصر الوفي »عبد الحفيظ« من رؤية فريقهم يلعب في الأقسام العلوية. فترة ما بين (2006-2010) عرفت إزدهار كبير لفريق المشعل والذي صاع من أجل الصعود ثلاثة مواسم، لكن الإمكانيات البيداغوجية حرمته من الصعود إلى غاية الموسم الفارط حين صعد إلى الجهوي الأول، ويواصل إجتهادي إلا أن حقق الصعود إلى بطولة ما بين الرابطات، وهي أعلى ترقية يصل إليها فريق المشعل منذ نشأته، كما كان لفريق »الامبياسي« تجارب أخرى في كأس الجمهورية، حين وصل إلى الدور الثمن النهائي وانهزم أمام جمعية الخروب، بعد لجوء المواجهة إلى ضربات الجزاء، حيث استطاع فريق المشعل أن يعدل النتيجة في الوقت الرسمي للمواجهة، لكن الحظ خذله ولم يستطع أن يتجاوز فريق الخروب، وكان ذلك قبل لقاء آخر في كأس الجمهورية حين أطاح بأكاديمية أتليلتيكو بارادو، فلا خبرة لاعبي بارادو ولا قوة إمكانياتهم قللت من عزيمة الفريق الشحماوي الذي أعطى درس في كرة القدم لمدرسة بارادو التي يسيرها الفرنسي »مارشي روا« التقني في كرة القدم، وفي الأخير فقد استطاع فريق المشعل أن يحصد النتائج، بعدما تحصل على ملعب يحمل سعته خمسة آلاف مناصر وذلك بعدما تداولت أجيال كثيرة تجاوزت فترة تأسيسه نصف قرن.