الساعة 22:34 من مساء غائم ، ريح تعوي بصحراء الإمارات ، شباك وحيد يطلّ على شارع أعزل وزهرة تقاوم مآلها للزوال ، أقف وسط غرفة بحجم الكون أضيق من خرم إبرة ، أشدّ قميص الأمان على صدري فيتمزّق ، أخيطه بشيء من أمل ربما تنبعث خطاك ذات نبأ عظيم ، أصنع شيئا من القهوة والصبر ، أُسكت أفكاري بسيجار وآخر ، تتمرّد فكرة وتخرج عن النص ، تطير مني وتستقرّ على برواز صورة قديمة في زوايا ذاكرة العدم ، أراودها أن تعود ، أغريها ببعض عطرك ، أرشّه في الهواء يتدحرج ويستقرّ خنجر عثماني بإحدى أوردتي المتهالكة . الساعه 23 :02 من الزمن المتبقي لازالت الريح تعصف ، ليس هناك ذئاب بإمارة عجمان ، هناك أنثى تعوي يذبحها الحنين وتنتصب ، كسارية هي آخر آمال بحّار عجوز في محيط مقفر بلا قاع ، تستل الساعة عقاربها ، سيف واحد لا يكفي لإنهاء هذه المعركة لا بد من أسطول و ملائكة وجند من الرب ، أن ينشق القمر ويضرب بعصاه المسافة ، يطويها ، تقترب مسقط وتضمحلّ الحدود وتتلاشى ، إذا ماذا سيحدث لو قيل كُن فتكُن ،؟ الساعة 00,00 لازالت أجنحة الليل تطوّق المدى ، وذكراك براق هائل جاثم على صدر السؤال ، أينك وماذا عني يلهيك ، كنت في ما مضى من زمن ما تستقبل الساعات في عيني ، على كتفي ، تقفز على ثغري ، تنام بين خطوط الحظ في يدي ، تتكوّر بين نجمتين في صدري وتعود طفلا يأبى الغفو، الآن وحدي ازدادت أنجمي ، امتلأ صدري ، ضاق ثغري ولست ادري أين كفي من عيني ، الآن تبدو سماء الخوير أبعد من العرش وأصعب من المنتهى في سدرته و أبدو أضعف من تلك الزهرة والريح لا ترحم ، الساعة 01:48 صورتك على الواتساب لا تثيرني بقدر الحالة -Seni özledim- أنا أشتاقك ، فكرة قذرة تحوم حولي وحول خيط الشاحن الملفوف حول عنقي ، أسند الجدار إلى ظهري فلا يحتمل ، يتأوّه ، أتزخزح ، يتنفّس .. آه يالا ثقلي تشتدّ وطأت الذكرى ، يضغط خيط الشاحن ، يختنق نفسي ، كنت أسعى لموت رحيم بهذه التكنولوجيا اللعينه ، تظهر في الأفق -online- تهفو روحي ، تهدأ الريح ، يصمت الجدار ، عقارب الوقت ، الليل ، تطير نجوم صدري ، تصطدم بالنافذة الخرساء ، ستكتب لي ،لا أنتظر أنا سأكتب ، I miss you- وقف الحرف ، شهق الوقت ، انمحت صورتك ،غياب آخر ، أضم قطع قلبي من زوايا السرير واندثر مع آخر ظهور ، لليل آخر ولو بعد حين ..