معاناة .. ألم ..مآسي وأوجاع يواجهها مرضى السرطان داخل المستشفيات وخارجها وأرقام مخيفة والإصابات بهذا المرض تتزايد من سنة إلى أخرى مرض السرطان يصيب أزيد من 45 ألف يتم اكتشافها سنويا وتزايدها بشكل رهيب التقينا ببعض المرضى لرصد مآسيهم مع مرض السرطان الذي نخر جسد الآلاف وأصبح يهدد حياة الكثيرين لا يفرق بين كبير وصغير لنكتشف معاناة من نوع أخر مع بعض النساء . تزوج بامرأة أخرى بسبب مرضي كانت تجلس السيدة فوزية في المستشفى تنتظر دورها للدخول إلى الطبيب كان وجهها شاحبا يرسم معاناتها و آلامها سألناها عن وضعها الصحي تنهدت لتقول اكتشفت هذا المرض بعد سنتين من زواجي بعد أن كنت أقوم بفحوصات من أجل الولادة اكتشفت سرطان عنق الرحم وإصابتي بهذا المرض كان أكبر صدمة بحياتي نزل كالصاعقة حزنت و تساءلت كيف أخبر زوجي لم أخبره في بادئ الأمر لأنني لم أصدق و أجريت أكثر من فحص والدموع لم تفارق عيني ليلا و نهارا بعدها أخبرته بمرضي بعد أن تيقنت أن المرض انتشر في جسدي ليهدد حياتي و أنوثتي ما جعلني عصبية خاصة ونظرات شفقته التي كانت تحاصرني وبدأت رحلة العذاب والعمليات والعلاج بالكيماوي المؤلمة بعدها قرر زوجي الزواج بامرأة أخرى بعدما علاقة حب وطيدة و أجبرت على قبول الأمر الواقع الذي ضاعف معاناتي وأدخلني في دوامة من الحزن وأنهى كل شيء جميل في حياتي . فوزية ضحية أنانية الزوج لا تختلف قصة مريم عن فوزية ذات الأربعين ربيعا إلتقيناها في سيارة أجرة كانت متوجهة إلى عيادة خاصة لإجراء الفحوصات من أجل معرفة آخر تطورات مرضها حسب ما علمناه منها كانت جميلة و الابتسامة لم تفارق محياها بينما نظراتها تختزل العديد من المعاني و تخفي قصة خاصة أرهقتها كثيرا خصوصا بعدما تأكدت إصابتها بورم خبيث قبل سنة تقريبا استأصل فيه أحد ثديها معاناة قاصية جدا على امرأة لديها أربعة أطفال كانت طيلة تحدثها تقول بأنها تخاف عليهم من عدم شفائها مآسي تسمعها تلقائيا دون أن تطلب من أحد سرد معاناته ليس كما اعتدناها تقبلت هذا المرض رغم خطورته و كنت راضية بقدر الله اكتشفت كتلة في ثدي لم يخطر ببالي بان الأمر سيكون بهذا السوء ومع مرور الوقت ازدادت شكوكي التي تحولت إلى يقين بعد إجراء الفحوصات الطبية تبين أنني مصابة بورم خبيث في الثدي كانت صدمة كبيرة مجرد ذكر اسمه كان يثير رعبي خاصة بتفكيري أنني سأفقد أحد أعضائي الأنثوية لم أستطع تقبل المرض في البداية شعرت أنني ميتة و لا شيء في دهني غير صورة الموت خاصة وأنني عايشت من تعرضوا للمرض وقاسوا منه كثيرا و كان سبب وفاتهم و كانت أختي من بينهم ولم تقف معاناتها على حد الإصابة تتنهد حتى تكاد تحرق جوفها و الدموع تملأ عينيها كنت أعيش حياة سعيدة إلا أن غدرني المرض وزوجي كان أقصى بالنسبة لي بكثير من مرض السرطان إن زوجي بمجرد سماعه مرضي هز كيانه وخيرني بين استئصال ثدي أم أواصل معه الحياة الزوجية رغم ذلك وافقت على ما طلبه ولكن عائلتي رفضت هذا وساندتني وكانوا قوتي من أجل أولادي وطلقني ما جعلني أعيش أزمة نفسية حادة فالظروف الاجتماعية كانت قاسية علينا جدا ولم أفكر يوما أن زوجي سيتركني بسبب المرض ولو كنت انا مكانه وأصيب بأي مرض لما كنت تخليت عنه حتى و إن استأصلت أطرافه كلها كانت تروي قصة طلاقها وعن مرضها بحزن دفين وجراح سكنت خوالجها كانت تسرد لنا قصتها بكبرياء مجروح ترفض أن توقع على عقد استسلامها للمرض . الاكتشاف المبكر فرصة جديدة للاستمرار في حياة طبيعية فيما أكد الدكتور بريخو طاهر مختص في أمراض السرطان بمستشفى احمد مدغري أن هذا المرض الخبيث في تزايد كبير ومستمر خاصة في عدد الإصابات الجديدة في السنوات الأخيرة سرطان الثدي و الرحم و القولون عند المرأة و الرئة و البروستات و القولون عند الرجال ، ومرضى السرطان هم بحاجة إلى رعاية نفسية و اجتماعية وكذا يلعب العامل النفسي دورا مهما في مرحلة العلاج خاصة مساندة العائلة الذي يخفف من آلام المرضى و في حالة آي عوارض تطرأ في الجسم مهما كانت بسيطة يجب إجراء الفحوصات الدورية على الثدي و عنق الرحم بالنسبة للنساء و الرئتين بالنسبة للرجال و يجب تكثيف الحملات الإعلامية لتسليط الضوء على المرض وهذا المرض الفتاك لا نكافحه وهذا من أكبر أسباب تزايد الداء فالكشف المبكر يكون الشفاء بنسبة مهمة ويؤدي إلى إيقاف زحفه ما يعطي المصاب فرصة جديدة للاستمرار في حياة طبيعية .