تشهد تربية الأبقارعدة مشاكل و عراقيل أثرت سلبا على مرود الحليب و تكاثر الثروة الحيوانية و المشكل الأعظم يكمن في الجفاف الذي طغى بالجهة الغربية للبلاد و تسبّب في تفاقم الوضع . ففي ولاية معسكر تخلى 80 مربيا عن الأبقار بثمن زهيد و هذا راجع لقلة الكلأ و الجفاف بالمنطقة. و ما زاد المشكل تعقيدا هو رفض مطاحن الخواص الالتزام بتخصيص 25 بالمائة من النخالة للموالين التي أحصتهم مديرية الفلاحي و توقف المؤسسة التي كانت تموّن 90 بالمائة من المربين عن العمل جعلهم في دوامة البحث عن الكلأ .فمادة النخالة تباع ب 2700 دج للقنطار في السوق السوداء و ب 1500 بالتعاونية فالفرق واضح و يؤثر على جيب الفلاح و هامش ربحه الضئيل . أما بمستغانم فيطرح مشكل آخر فأصحاب المطاحن رفضوا تطبيق القرار الوزاري بمنح المربين النخالة حيث طلبوا تقديم بطاقة الضرائب و هذه الوثيقة غير مطلوبة وغير مطبقة بالولايات الأخرى .أما بولاية سيدي بلعباس 70 بالمائة من الموالين لا يملكون أراضي لتغذية الأبقار بل يعتمدون اعتمادا كليا على إقتناء الموؤنة من التعاونيات و غالبا ما تكون الكمية غير كافية أو اللجوء إلى السوق السوداء و شراء العلف بأسعار باهظة كما هو الحال بعين تموشنت حيث يستنجدون بالخبز كمادة أساسية للتغذية و الذي بدوره تضاعف ثمنه من 100 دج إلى 250 دج للكيس .و بتيسمسيلت الجفاف قضى على المساحات الرعوية و يبس الزرع . و تم إحصاء 38 ألف رأس من ثروة الأبقار التي لم تجد استثمارا منتجا حيث يضطر الموال لبيع مواشي لسد المصاريف في الأسواق الأسبوعية و رغم هذا يتم تجميع 600 لتر يوميا . ولاية سعيدة تملك 25012 رأس منها 3720 بقرة حلوب هي كذلك لم تسلم من الجفاف و بالشلف يطالب أصحاب النشاط بالدعم . بتيارت إنتاج الحليب يتنافص إلى 50 بالمئة و رفع سعر الحليب إلى 120 دج للتر الواحد هو مطلب المربي . مخطط استعجالي اتخذته ولاية تلمسان للحفاظ على الشعبة. و الحرارة أثرت على الإنتاج بأدرار رغم تضاعف عدد رؤوس الأبقار منذ سنتين . العلف الأخضر لا وجود له بالنعامة و المربون في ورطة .كل هذه المشاكل أرهقت المربين و جعلتهم تائهين في دوامة البحث عن الحلول للحفاظ على هذه الشعبة القيمة و المهمة جدا في حياتنا اليومية لما توفره من حليب و لحوم و غير ذلك من المنافع.