خلال الأسبوع الماضي نشرتُ مقالا بعنوان " كبار لكنهم لا يكتبون.." ، لم أكن أعني بالكبار الناحية الفسيولوجية لأعمار أولئك الكتاب الذين تحدثتُ عنهم في المقال ، لكنني كنت أشير إلى علو همتهم و قاماتهم في الكتابة و الفكر ، و مع ذلك لم يترك البعض منهم أي كتاب منشور للأجيال، و لم يترك آخرون سوى كتاب واحد من الحجم الصغير و مخطوطا أو اثنين، كما هو حال الدكتور الجنيدي خليفة رحمه الله، في حين أن أعمالهم لو أنها جُمعت لتجاوزت العديد من المجلدات والمؤلفات القيمة كما هو حال المفكر و الصحفي الراحل " الطاهر بن عائشة رحمه الله " . و في مقالي هذا أعني بالصغار الناحية الفسيولوجية لأعمار بعض الكتاب والمؤلفين و الصحفيين الذين بدءوا الكتابة ، وهم في ريعان الشباب ، كنت ألوم دوما بعض المسئولين ، وخصوصا أولئك الذين كان لهم باعٌ كبير في الفكر والثقافة والوطنية ، و النضال الثوري المتميز وحتى في الكتابة من أمثال الأستاذ عبد الحميد مهري رحمه الله ، على أنهم لم يتركوا لنا من شيء مكتوب غير أفكارهم و بعض الكتابات التي لم تُدوَّن في كتب أو سيّرهم الذاتية التي لم تر النور بعد لسبب أو لآخر ، لكنني هذه المرة أتوجه باللائمة إلى جيل الشباب من الصحفيين الكتاب الذين لديهم ريشة مبدعة ، و مع ذلك لا يكتفون سوى بنشر مقالاتهم في الصحف و المجلات ، دون أن يطبعوها في كتب، و مع ذلك فهناك قلة من هؤلاء الشبان الذين بدءوا الكتابة مبكرا مثلما شرعوا في التأليف و هم في ريعان شبابهم ، و سأسرد مجوعة من الأسماء من بينهم واسيني الأعرج ، حميدة العياشي ، رمضان نايلي، مرزاق بقطاش ، أمين الزاوي و محمد يعقوبي، وعدد من جيل السبعينيات الذي بدأ الكتابة و النشر في بعض المجلات المتخصصة ، و من بينهم أحمد منور ، أحمد حمدي ، السعيد بوطاجين ، عبد العالي رزاقي و جميلة زنير قبل أن يشرعوا في نشر أعمالهم في كتب خصوصا بعد ظهور التعددية و دستور 1989. كانت جل كتابات جيل الستينيات و السبعينيات تتميز بطابعها الفكري و الثقافي والأدبي خصوصا ، و كانت الكتابات السياسية في تلك الفترة نادرة ما عدا ما كان يكتبه الدكتور "محي الدين عميمور " عبر انطباعاته التي أصدرها في كتاب تحت عنوان انطباعات دين ، كما أن معظم المؤلفات المطبوعة بما فيها الكتابات التاريخية كانت تطبع خارج الوطن ، و كان يحظر بيعها في الجزائر، كما هو الشأن في كتابات محمد حربي التي كنا نتهافت عليها تحت الطاولة .. يتبع