اخترت تركيا لتصوير عملي الجديد رفقة المنتج محمد والي انتظروني في ألبوم جديد حول تراث منطقة أدرار بدأ المنشد الشاب " عثمان بن ساعد " من ولاية بشار مشواره الإنشادي الناجح مع الكشافة الإسلامية الجزائرية ، فتخصص في غناء الأنشودة الوطنية والدينية رفقة فرقة الضياء من مدينة العبادلة ، ليؤسس بعدها رفقة مجموعة من الشباب فرقة " صوت الأصالة" ، مع العلم أن عثمان طالما تأثر بفرقة " الأشواق "التي تركت انطباعا تربويا وفنيا في نفوس العديد من المنشدين والفرق الإنشادية رفقة منشدها الكبير الأستاذ " محمد شعيب" ، شارك ابن بشار في العديد من التظاهرات الفنية عبر مختلف ولايات الوطن، وحقق نجاحات رفقة فرقته التي نالت العديد من الجوائز و الألقاب ، كما شارك في تأطير وتكوين عدة فرقة شبابية وتشرف بالتحكيم في عدة تظاهرات وحصص تلفزيونية ، إلى جانب ذلك فقد لحن عثمان بن ساعد لأكثر من 20 منشدا جزائريا ، ليصدر بعدها أول فيديو كليب له لأنشودة " يا ولد عدنان " التي صورها بدولة الأردن ، و للتعرف أكثر على المنشد الصاعد عثمان اقتربنا منه وأجرينا معه الحوار التالي : الجمهورية : حدثنا عن أول فيديو كليب لك ، وتفاصيل تصوير مشاهده بالأدرن ؟ عثمان : في الحقيقة التجربة كانت ناجحة مائة بالمائة ، فكليب " يا ولد عدنان" صورته رفقة شركة الحرية بالأردن ، وتحت إشراف المنتج " محمد والي " ، والمخرج " ناذر طه " ، و الحمد لله فقد لقي نجاحا كبيرا بعد عرضه على عشاق الأنشودة الدينية عبر أكثر من 20 قناة عربية ّ، و بعض القنوات الجزائرية ، إلى جانب ذلك فقد شاركت بالفيديو في بعض المسابقات الدولية ، منها مهرجان " الكليب الغنائي " بمصر الذي تحصلت فيه على المرتبة الأولى . الجمهورية : بعد نجاح " با ولد عدنان " هل ينوي عثمان بن ساعد إعادة التجربة من جديد ؟ عثمان : أكيد ، فأنا الآن أخوض التجربة من جديد وهذه المرة من تركيا ، التي اخترتها لعلاقة الأغنية بالتراث الموسيقى التركي من ناحية الألحان والتراكيب الموسيقية ، حيث أنني اخترت مناطق سياحية تراثية للتصوير ، على غرار مسجد السليمانية الذي يعد أهم الرموز التراثية في هذا البلد و بعض المنتجعات السياحية ، والفيديو كليب الذي سأقدمه مع المخرج " عبد الحرمان العيسى " و المنتج " محمد والي " تحت عنوان " كنز الكرم " ، هو بالاشتراك مع شركات إعلامية بإسطنبول، وبالتحديد مع شركة " طوب ميديا " التي ستشرف على التنفيذ باستخدام أرقى وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال السينما، وبكاميرات رقمية ومتطورة ، والأنشودة تتغنى بمحبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهي من كلمات الشيخ البصيري رحمه، الفيديو كليب الآن في آخر مراحل المونتاج، ننتظر فقط الموافقة على البث الحصري من بعض القنوات التي لها انتشار قوي في الساحة العالمية والتي أبدت موافقتها على عملية البث . الجمهورية : هل تم إشراك ممثلين أتراك في الأنشودة ؟ عثمان : بالنسبة للممثلين ، غالبيتهم أطفال أتراك ، يظهرون بلباس أبيض ، حيث كان التركيز على الطفولة في الفيديو كليب ، كونها رمز للبراءة والصفاء والتسامح ، إلى جانب بعض الفرق الموسيقية والفرق الفلكلورية باللباس التركي التراثي أيضا . الجمهورية : ما هي العوائق التي واجهتها لتحقيق طموحاتك ؟ عثمان : حتى أكون صريحا معكم ، أكبر عائق لأي فنان هو غياب الدعم المادي، وانعدام ثقافة تمويل المشاريع الفنية في مختلف الفنون و ليس فقط في مجال الأنشودة ، ناهيك عن غياب مؤسسات الإنتاج التي تتكفل بالفنان كي توصل صوته إلى أهل الذوق والفن، و انعدام تام لدعم الفنان الجزائري، الذي يتم من خلاله تسويق الثقافة الجزائرية الغنية بعادتها وتقاليدها ، ومن ثم إخراجها إلى العالمية . الجمهورية : هل لك مشاريع أخرى ؟ عثمان : بالنسبة للأعمال القادمة ستكون تراثية بامتياز ، حيث أنني أقوم الآن بتسجيل 3 ألبومات، الأول خاص بالأطفال ، والثاني يحمل مجموعة من الأغاني التراثية لمنطقة أدرار من ألحان الفنان الكبير" بلحاج " ، أذكر منها الشلالي ، أهل الليل ، الحضرة ، الرمزة والديوان ، أما الألبوم الثالث فهو يحمل أغاني من التراث الحساني و التي سترى قريبا النور. الجمهورية : ما هو تقييمك للساحة الإنشادية في الجزائر ؟ عثمان : عندما نتكلم عن الإنشاد في الجزائر ، لابد أن نتحدث عن مدرسة من الأصوات والطاقات المعتبرة ، والتي أسسها أهل الفن و الكلمة الموزونة و الطيبة ، والأسماء كثيرة ومعروفة ، أيضا لا أخفي عنكم أن الجزائر تحتل الصدارة في غالبية المسابقات الدولية ، وخاصة مسابقة منشد الشارقة التي تعتبر محطة هامة لكثير من المنشدين الذين أبدعوا في تمثيل الجزائر أحسن تمثيل، لكن غياب الدعم المالي وانعدام ثقافة الاستثمار في المجال الفني يجعل الأمر شبه مستحيل أمام أي فنان جزائري لتحقيق النجاح و الاستمرار ، ومن هذا المنبر أثمن بعض المحاولات التي كان لها الفضل في إبراز بعض المواهب مثل قناة القرآن الكريم في حصة " حادي الأرواح " ، وحصة " حديث الروح " التي تهتم بالفرق الإنشادية والمنشدين في ربوع الوطن ، وكذالك المهرجانات الجهوية التي ساهمت هي الأخرى في إبراز الفرق وشاركت في تفعيل النشاط الثقافي لمختلف ولايات الوطن .