مئات القتلى بل الآلاف ، آلاف الجرحى بل عشرات الآلاف ، معاقون حركيا ، مضطربون نفسيا ، أمهات ثكلى ، نساء في عز شبابهن ترمل ، أطفال ييتمون ، قصص مأساوية ، مشاهد مفزعة ، دماء منهمرة ، أياد و أرجل مبتورة و مجتمع ينزف في كل دقيقة ، في كل ساعة ، في كل يوم . هذه ليست صورة قاتمة ترسم واقع حرب أهلية طاحنة أو عالمية مجنونة بل هي حقيقة ما يحدث بطرقات الجزائر اليوم فلا تمر لحظة إلا و يخطف طريق وطني أو ولائي روح شاب أو شابة أو طفل أو مسن بمنجل تهور سائق أو رعونة آخر . لقد دق جرس الإنذار مدويا منذ عدة سنوات خلت لكن لا أحد من أولي الألباب و النهى ألقى السمع و أصغى و أبصر بعيني الواقع ما يحدث و ما سيحدث فكانت النتيجة مآس يصبح عليها الجزائريون و ينامون لدرجة أن حوادث المرور المميتة التي تأخذ في ارتطام واحد 15 أو 20 قتيلا حادث عادي روتيني لفرط تكرره فقد وقع الخبر المأساوي في نفوس المواطنين . لقد حان الوقت أن نصرخ من أعماق أفئدتنا و بملء أفواهنا لنقول كفى ، كفى للاستهتار بحياة البشر ، كفى لقتل الناس للفوز بدقيقة أو دقيقتين ، كفى للتسبب في بتر يد أو رجل أو فقئ عين مسافر من أجل الوصول إلى المحطة قبل الحافلة المتسابقة معك ، كفى لإرهاب الطرقات .