تتواصل بوهران فعاليات المهرجان الدولي للحكاية الشعبية بمشاركة أهمّ الحكواتيين الجزائريين و العالميين ، حيث احتضن المسرح الجهوي عبد القادر علّولة أمس لقاء فنيّا في التراث الشفهي الشعبي نشطه عدد من المبدعين الذين أمتعوا الجمهور الصغير بأجمل الحكايات والمغامرات الخيالية، بلغات ولهجات مختلفة، تروي الكثير من القصص المشوقة التي تفاعل معها الأطفال، الذين أحبّوا أيضا طريقة الإلقاء والألبسة التقليدية التي كان يرتديها هؤلاء ، والتي انسجمت كلية مع النص القصصي، المليء بالحبك الفنية، والألغاز السردية ، وحتى الموسيقى التي تزاوجت مع الكلمات والعبارات الخفيفة التي اختارها الحكواتيون ، إذ وبالرغم من اختلاف اللهجات إلا أن الأطفال لم يجدوا مشكلا في فهم مغزى القصص التراثية والباقات الحكواتية الممتعة، بل بالعكس سافروا في زمن مفعم بالمخيال القصصي، والعبر التي حملتها حكاياتهم المتسلسلة، فمفردات الطنجرة، الأم، الصداقة والسّلطان، كلها تحمل مفاتيح لهؤلاء الأطفال، الذين تعلقوا كثيرا بالألبسة التي اختارها هؤلاء الفنانون ، و التي جاءت ملائمة للنص القصصي ومعبرة عن ثقافة البلد الذي ينتمون إليه، على غرار الطربوش الأحمر اللون، الذي يعبر عن عادات وتقاليد سكان أهل المشرق العربي، ما يسمح لهؤلاء الأطفال باكتشاف هذا الزخم المتعدد والمختلف، عن الواقع المعاش في بلدنا . ومما لاشك فيه، أن العروض التي قدمها الحكواتيون الشباب، من تونس، سورية وباقي البلدان الأخرى، ستسمح باختراق الحدود البعيدة والسفر مع هذه الكوكبة من المبدعين، في أعماق ثقافات وخبرات قصصية ستزيد من تناقح الأفكار ومزاوجة التجارب واكتساب المعارف بين مختلف العارضين، من مختلف الدول لاسيما من فلسطين، لبنان، تركيا، مالي، ، تونس...إلخ، وهو ما سيؤدي في الأخير إلى تحقيق التبادل الثقافي الذي سيشكّل ما يشبه الملتقى الحضاري المفعم بمعاني الصداقة والتقارب بين مختلف حكواتيي العالم ..