وجهتنا الأخيرة قادتنا إلى دار الطفولة المسعفة بنات بمسرغين التي تعتبر من أهم الآثار التي تزخر بها ولاية وهران حيث يعود تاريخ نشأتها إلى سنة 1854 و كان الرهبان يقطنون بالمركز رفقة الراهبات للواتي كن يعتنين بهذه الفئة المحرومة في ذلك الوقت للتحول مع مرور السنين إلى دار الطفولة المسعفة بنات وبالرغم من قدم المؤسسة إلا أنها لا تزال صامدة بفضل الاهتمام الكبير الذي تقدمه مديرة المؤسسة الاخصائية النفسانية التربوية السيدة حمو فاطمة التي قضت 25 سنة خدمة في القطاع وفتحت لنا أبواب المؤسسة التي تأوي 70 نزيلة تتراوح أعمارهن من 6 إلى 50 سنة من بينهم 25 من ذوي الإعاقة الذهنية و 33 من ذوي الاعاقة الحركية و 20 حالة الذين تم تحويلهن بقرار من قاضي الأحداث كانوا عرضة للخطر. وبعد الحصول على احصائيات من قبل المسؤولة قررنا زيارة اركان المؤسسة المتكونة من غرف نوم مرتبة وكبيرة تحتوي على أسرة و أفرشة نظيفة و التقينا ببعض الفتيات اللواتي كنا يجلسن على أريكة يقمن بالطرز على القماش و يتبادلن الحديث و كأنهن من عائلة واحدة ، وبعدها توجهنا الى جناح ذوي الاحتياجات الخاصة اللواتي كنا على متن أسرتهن النظيفة رفقة المربيات ملتفين حولهن للاعتناء بهن وخدمتهن وانفعلوا معنا معربين عن فرحتهن بقدومي و كأنهن في انتظاري عندها تعرفت عليهن واحدة تلوى الأخرى.