زادت ظاهرة القرصنة حدة في الآونة الأخيرة حسبما ذكرت مصادر مسؤولة من مديرية التوزيع وهران وقد إعتبرت منطقة بوعمامة (الحاسي سابقا) من أكبر النقاط السوداء في الولاية نظر للمشاكل والعراقيل الكبيرة التي يتلقاها أعوان الصيانة والتصليح هناك. وعليه أفادت ذات المصادر بأن العدد الكبير من السكان بالحاسي أصبحوا يسرقون الكهرباء عن طريق توصيل كوابل من أعمدة الضغط المنخفض إلى المساكن الفوضوية، وكل كابل أصبح يمول أكثر من 30 إلى 40 مسكنا على الأقل لكن ليس بالمجان، بل يقبضون مقابل ذلك مبالغ مالية متفاوتة من المواطنين المستفدين من هذه »الخدمة« (إن صح التعبير) أي أن سراق الكوابل تحولوا إلى مؤسسات مناولة مع سونلغاز وأمام هذا الوضع باءت كل محاولات عمال الشركة ومسؤوليها بالفشل بحيث أصبحوا يتدخلون بشكل متواصل هناك لتصيلح أجهزة الكهرباء المعطلة أو إستبدالها بأخرى جديدة وبما أن القرصنة هي التي وراء الإنقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي هناك فإن مديرية التوزيع وهران أصبحت تتخذ إجراءات إستعجالية لحل الإشكال نسبيا إما بقطع الكوابل الموصولة بطريقة عشوائية أو تبديل محولات الطاقة القديمة ذات الضغط المنخفض إلى أخرى ذات ضغط مرتفع فإنتقلت الطاقة من 200 كيلواط إلى 800 كليواط لتغطية كامل المنطقة والقضاء على مشكل الإنقطاعات. لكن يبدو أن هذه الجهود قد باءت أيضا بالفشل بحيث لايزال السكان هناك ممن يملكون عددات كهربائية ويسددون تكاليف إستهلاك الطاقة بشكل قانوني يشكون من غياب الإنارة لأيام وأسابيع وأوضحت مصادر مسؤولة من مديرية التوزيع لوهران أيضا بأن القرصنة لم تعد حكرا على أصحاب المباني الفوضوية فحسب، فحتى الورشات والمصانع التي تعمل في الخفاء يسرق أصحابها الكهرباء من الأعمدة بكل بساطة، وعليه تشغل آلات كبيرة وتضاء مقرات ومستودعات وحظائر وغير ذلك عن طريق (القرصنة) فكيف يمكن للشبكة الكهربائية بالحاسي أن تقاوم وتوصل الإنارة إلى البيوت السكان هناك قد ضاقوا ذرعا من هذه الوضعية المتردية لأنهم أول المتضررين، فعندما ينقطع الكهرباء يسود الظلام الدامس هنا فتطفو المظاهر السلبية والخطيرة كالإعتداءات والسرقات وإفتتاح الفرصة لقطاع الطرق لممارسة مختلف أنواع الإجرام أما الأولياء فأصبح يؤسفهم حال أولادهم المتمدرسين لأنهم يذاكرون ويراجعون دورسهم على ضوء الشموع، وهي الأخرى تعد مصدر خطر داهم، ففي العديد من المرات تشتغل حرائق داخل المساكن بسبب سقوط شمعة مشتعلة على قطعة قماش أو فراش أو ما شابه ذلك. وعليه يطالب السكان وشركة سونلغاز أيضا بالتدخل العاجل للسلطات المحلية والقوة العمومية للقضاء على المشكل من جذوره بداية بمداهمة الورشات والمصانع (غير) القانونية ومقاضاة أصحابها وقطع الكوابل الموصولة بشكل عشوائي، وغير قانوني بالأعمدة وإحالة أصحابها على العدالة . وتجدر الإشارة إلى أن منطقة الحاسي تعتبر أكبر النقاط السوداء في الولاية لا من حيث التجمعات السكانية الفوضوية أو مظاهر السرقة والقرصنة.