يعاني معظم أطفال أرياف الجليد والخنفوسي التابعة لبلدية البنود جنوب ولاية البيض من أدنى شروط الحياة لا مدرسة ولا سكنات لائقة ولا مرافق الترفيه والاستجمام وبغض النظر عن غياب الرعاية الصحية والاجتماعية حيث ارتسمت أمامنا مظاهر مؤلمة ومؤثرة لحال الأطفال حين زارت الجمهورية هذه المناطق البدوية التي تخلو من الحياة إذ التفت حولنا مجموعة من الأطفال معظمهم حفاة يرتدون ملابس رثة يحلمون بزيارة المدرسة والنزوح نحو المدن لتحسين من أوضاعهم المعيشية خصوصا محاربة الأمية والتطلع نحو مستقبل أفضل حسب تعبيرهم يأملون من السلطات أن تراعي ظروفهم المعيشية التي توصف بالمزرية.هؤلاء الأطفال لا يعرفون الكتابة ولا القراءة ولم تطأ يوما أقدامهم المدرسة التي يحلمون بتحقيقها في هذه الأرياف البعيدة وتقطنها حوالي 80 عائلة تعيش على تربية الإبل والماعز ومسكنها "الزرائب" والخيم المنتشرة والمترامية على سفوح الجبال الرملية والشعاب حيث ترغم أطفالها على الرعي والاحتطاب وجلب الماء على ظهور الإبل والحمير من مسافات بعيدة هكذا تتصف يومياتهم .الحياة بأرياف الجليد والخنفوسي صعبة جدا نظرا لغياب سبل العيش أهمها حسب تعبير السكان الذين يعمرون هذه الأرياف منذ قرون نقص فادح في مصادر المياه لاسيما خلال حلول فصل الحر الذي يتميز بحرارة شديدة يتعدى زئبقها عتبة 46 درجة مئوية ومعظم الأعمال الشاقة يواجهها الأطفال والشباب في الترحال والسقي ورعي الغنم ، هذه العائلات العريقة ورثت البداوة أبا عن جد حيث لا تزال تعتمد في نمط معيشتها على وسائل بدائية كطهي الطعام على الحطب والتدفئة وكذا رفع الماء من قاع الآبار بواسطة الجمال هذه الطرق عرفها الإنسان منذ حقب بعيدة يعاني معظم أفراد العائلات من الأمية نتيجة عدم وجود دور العلم لتعليم أبنائهم سواء كانوا فتيات أو أطفال يُولدون من بطون أمهات وأباء أميين يمتهنون الرعي كحرفة متوارثة تعاقبت عليها أجيال بالجنوب .