يضطر خلال الصيف معظم سكان البدو الرحل المنتشرين بالأرياف البعيدة جنوب ولاية البيض على غرار الجليد والخنفوسي والشعالة ..إلى بناء (الزرائب) التي تصنع من الحلفاء وخشب أشجار الرتم والعرعار لمجابهة الحر ويحضرونها كل شهر رمضان الذي يتميز بمناخ حار جدا وحسب ما أشار إليه أحد السكان السيد (م.بحوص) بأن بعد بناء هذه البيوت البدائية (الزرائب ) التي تقلل من شدة الحرارة عن الخيم يقومون برشها بالمياه حيث تصبح باردة كأنها تتوفر على مكيف هوائي ويتجمعون بداخلها بعد أوقات الزوال أين تشتد درجة الحرارة التي لا تقل عن عتبة 45 درجة مئوية في الكثير من الأحيان طيلة موسم الحر..وعادة بناء (الزرائب) التي تشبه الأكواخ متواصلة منذ قرون بالصحاري ولا تزال حاضرة بقوة لدى السكان التي تعتبر بالنسبة إليهم المسكن المفضل بالأرياف خلال فصل الصيف حيث يقضون معظم أوقاتهم الصيفية لاسيما الرمضانية تحت ظلها الطبيعي إذ يسهرون فيها حتى إلى أوقات متأخرة من الليل يجتمع فيها أفراد العائلة يرتشفون الشاي خلال سهراتهم التي تتواصل حتى مطلع الفجر وما تجدر إليه الإشارة بان (الزرائب) تنجز بمحاذاة كل خيمة حيث يستقبلون فيها الضيوف وكثيرا ما يتجمع فيها شيوخ الأرياف لطرح انشغالاتهم وتبادل أطراف الحديث لحل مشاكلهم وقضاياهم ..ولا يزال الكثير من سكان البدو الرحل يعتمدون في نمط حياتهم على وسائل تقليدية بدائية لاسيما طريقة جلب مياه الشروب ونقل مرضاهم وتوفير التموين على ظهور الإبل من مسافات طويلة أما النسوة تعتمدن في تحضير الأطباق الرمضانية خصوصا طهي الطعام على الحطب و رفع الماء من قاع الآبار بواسطة الجمال هذه الطرق عرفها الإنسان منذ قرون خلت ومعظم ما تتميز به أطباق الرمضانية هي" الحريرة" التي تحضر من توابل النباتات الطبيعية التي تنمو بالصحاري (كالقرطوفة) .ويعتمد سكان هذه المناطق البعيدة على شرب حليب النوق ولحم الماعز وتمور الحميرة .