يتوجه الكثير من الأطفال والتلاميذ بالمناطق الرعوية بولاية البيض خلال عطلة الصيف إلى الحياة العملية لمساعدة أوليائهم خصوصا في الريف حيث تسند لهم مهام رعي الغنم والبقر وحتى عمليات الحصاد وجلب المياه على ظهور الدواب من مسافات بعيدة و يقومون بمساعدة آبائهم ولا يبالون بالمتاعب والأخطار التي تلاحقهم حيث يظلون تحت أشعة الشمس المحرقة يحرسون قطعان الغنم بالمراعي وحسب الطفل سليمان 14 سنة "إني أواصل دراستي طيلة السنة وخلال عطلة الصيف أتفرغ لمساعدة والدي لنتقاسم صعاب الحياة في البدو لأن حتى البنات والنسوة معنيات بالريف لهم أعمال شاقة في جمع الحطب وجلب ماء الشروب " أما في المدن فإن الكثير من الأطفال من مختلف الأعمار وحتى الشباب من خلال ما رصدناه فمثلا بمنطقة الأبيض سيدي الشيخ حيث تفشت في أوساطهم منذ سنوات ظاهرة جمع وبيع النفايات النحاسية والحديدية وهذه الظاهرة المتفشية لا تزال متواصلة نتيجة ازدهار تجارة هذه المواد التي ترمى يوميا بأحجام كبيرة في القمامات والأماكن البعيدة مما تشجع الأطفال على جمع القطع الحديدية والنحاسية والبلاسيكية والألمنيوم من الفضاءات والقمامات والمفارغ العمومية مقابل أجور زهيدة حسب تعبير بعض الأطفال لمساعدة عائلاتهم والظاهرة استفحلت كثيرا هؤلاء الأطفال ينظمون يومياتهم للبحث عن النفايات في كل مكان خلال العطل لا يبالون بالمخاطر ومعظم الأطفال من عائلات فقيرة يتعبون ويشقون لتحقيق لقمة العيش ويتهافتون على جمع النفايات لا تهمهم جودتها المهم أن تكون من مواد حديدية وكذا نحاسية يبيعونها لتجار متخصصين في تجارة هذه المواد.والظاهرة طالت حتى المواقع الأثرية والمحطات الثورية لاسيما بقايا العتاد الاستعماري.وجمع النفايات الحديدية مست حتى المنشآت واللوحات الإشهارية التي ثبتتها السلطات المعنية على مشارف الطرقات الوطنية ومن جهة أخرى كذلك يقوم الأطفال ببيع الخضر والفواكه الموسمية في الطرقات والشوارع والظاهرة تتطلب تدخل المختصين والجمعيات وفرض السلطة الأبوية .