أكد الشيخ عدنان الأفيوني مفتي دمشق وريفها بالجمهورية العربية السورية، سهرة أول أمس، أن التطرف والغلو في الدين داء والتسامح والوسطية دواء، وأضاف العلامة السوري المقتدر عدنان الأفيوني في المحاضرة التي ألقاها بالزاوية البلقايدية الهبرية بسيدي معروف وهران، بعنوان "نبذ الغلو والتشدد في الدين وأدب الاختلاف في هدي العلماء"، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، نهانا عن التشدد والتطرف والتزمت في الدين، لما فيهم من آفات وأزمات خطيرة على مجتمعاتنا الإسلامية، مؤكدا أن هذه الأمراض التي تعاني منها شريحة كبيرة من الشباب، ينبغي محاربتها بالفكر والتسامح والوسطية، مبرزا في ذات السياق أهمية أدب الاختلاف في هدي العلماء المجتهدين، وأنه ينبغي علينا تفادي هذه الفجوات والاختلالات الكبرى التي تعيشها الأمة الإسلامية، حتى لا تكون مدخلا للأعداء، كي يستغلونها لشق صف الأمة وبث الفرقة فيما بينها، موضحا أن الاختلاف يجب أن يكون رحمة وليس نقمة وعلى الجميع تقبل آراء الآخرين، ما دامت المرجعية واحدة والرسالة واحدة، والمنبع الديني واحد، موجها نداءه لكل العلماء من أجل الشعي لنشر الفكر الصحيح والمنهج السديد كوسيلة رشيدة لمحاربة كل أشكال التطرف والغلو في الدين، مبرزا ضرورة العمل على إطلاق صحوة فكرية رائدة من شأنها تجفيف منابع هذه الظواهر السلبية في بلداننا، التي كان من بين نتائجها ظهور أفكار أخرى غربية ودخيلة على مجتمعاتنا، تمكنت من التغلغل في مفاصل وعقول شبابنا الذين راح الكثير منهم ضحية لها، ما نجم عنها كل أشكال هذا القتل، التخريب، وسفك الدماء. واستغل المفتي السوري الجليل الشيخ الأفيوني، هذا الملتقى ال11 من سلسلة الدروس المحمدية الذي جاء تحت عنوان "صلاح الأمة في اتباع رسول الرحمة" عليه الصلاة والسلام، ليرافع من أجل العودة إلى هدي وسنة نبينا المصطفى عليه أزكى الصلاة والتسليم، التي ترتكز على الاعتدال، قبول الآخر، التسامح والتعاطف والإحسان، ليس فقط مع أبناء الدين الواحد بل حتى مع غير المسلمين، فكل هذه الشمائل المحمدية ستسمح -حسبه- بتجفيف مستنقع البغض، الحقد، الكراهية والخصومة، ليختم درسه بالقول إنه حان الوقت للعودة إلى النبع الصافي والماء النقي للسنة النبوية العطرة، فكثير من النماذج والشواهد التاريخية التي تفرّد بها حبيبنا المصطفى، سواء في الإصلاح بين المتخاصمين والعفو عن المسيئين والإخلاص والتمسك بالحبل المتين، علينا العودة إليها والاعتصام بحبلها، حتى لا تضيع سفيتنا ولا يغرق قاربنا وننجو بأمتنا إلى بر الآمان.