انطلقت بحديقة سيدي محمد بوهران، فعاليات أيام الجنوب الثقافية، المنظمة من قبل الديوان الوطني للثقافة و الاعلام، من 8 إلى 20 أوت الحالي، حيث ستستعرض الفرق القادمة من أقصى الجنوب الكبير، على مدار أكثر من عشرة أيام، موروثها الثقافي و الحضاري بهذا الفضاء، المطل على البحر الأبيض المتوسط، من خلال لوحات فنية، امتزج فيها سحر الصحراء، بجمال الساحل و زرقة البحر، تميزت القافلة الثقافية هذه القادمة من تمنراست، و التي حطت رحالها أمس الأول بوهران، بإقامة معرض مشكل من خيم تقليدية نصبت عبر أرجاء الحديقة، عرض فيها كل ما هو موروث صحراوي، من عادات و تقاليد، عكست أصالة و جمال منطقة الهقار أو الأهقار، الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، و تمثلت أساسا في صناعة الحلي التقليدية و كذا الآلات الموسيقية، التي صنعت مجد الأغنية التارقية، لا سيما آلة التيندي و الإمزاد، التي تعدت شهرتها حدود الوطن، و صدحت أنغامها في مشارق الدنيا و مغاربها، كما كانت طقوس وضع الحنة حاضرة في هذا المعرض، بخيمة السيدة زينب من جمعية "الإمزاد"، التي استقطبت إليها أعدادا هائلة من الزوار لا سيما السياح الجزائريين و الأجانب، من جهة أخرى شهد اليوم الأول لهذه التظاهرة الثقافية، حفلا فنيا أحيته كل من فرقة "تاكومبا" لدار الثقافة بتمنراست، و كذا فرقة "تاكوبا" للرقص التارقي، حيث استمتع الجمهور، بوصلات جميلة و مميزة للأغنية و الموسيقى التارقية، تفننت و تألقت في تقديما سيدات الجنوب الأنيقات، رافقتها لوحات فنية أخرى للرقص من توقيع الرجل الأزرق، الذي أبهر الجميع بحركاته و خفته، كما ستتواصل هذه السهرات الصحراوية بفضاء سيدي محمد، ما تبقى من عمر هذه التظاهرة، التي ستحييها إلى جانب الفرق المذكورة، كل من فرقة التندي، و عازفات الإمزاد، و فرقة أخرى متخصصة في العزف على القيتار. و موازاة مع ذلك، تواصلت في نفس اليوم، بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون، الحفلات الفنية للديوان الوطني للثقافة و الاعلام، الذي كثف من نشاطه بوهران هذه الصائفة على غير العادة، و ساهم في تفعيل و تحريك المشهد الثقافي بعاصمة الغرب الجزائري في عز الحر، مسجلا بذلك نقطة كبيرة تحسب له لا عليه، حيث أحيت عدة أصوات جزائرية ليالي وهران بهذا الفضاء المتميز، الذي تداول على ركحه كل من الفنان الشيخ حامية، و عادل الوهراني، و عبد القادر عدة، و هواري بوعبد الله، جاء هذا بعد الوقوف دقيقة صمت على روح الطفلة نهال، التي ووري جثمانها الثرى الأحد الماضي بمقبرة عين البيضاءبوهران، و قبل ذلك كان الديوان الوطني للثقافة و الاعلام، قد علق كل نشاطاته، إثر الإعلان عن وفاة المرحومة نهال، التي شغلت قضيتها الرأي العام هذه الأيام.