الكلّ يسأل والكلّ يصيح ويبكي فقدناها، بينما هي في تلك الأثناء قد عادت لمدينتها ونزلت من الغيمة الوردية لتجد باقي الأميرات ينتظرنها وتتوسطهم السيدة براءة،الشيء الوحيد والمختلف فيها أنّها كانت تحمل دمية نهال الآدمية المصنوعة من القشّ . بينما عادت لتحمل بالوناتها التي تحمل كلّ ألوان قوس قزح ومضت في فرح مع باقي الأميرات،كانت السيدة براءة تراقب من خلال مرآتها ما يحدث في الأرض وتنشر عبق الصبر في قلب والديها،الذي كانت تستنشقه الوالدة وهي تبكي ابنتها،وتشاهد كذلك كيف تمّ تشييعها في جنازة مهيبة إلى مثواها الترابي الأخير . ذلك الصبر الذي تخبرها فيه بأنّها متأسفة لأنّها اختارتها أن تكون الأم الترابية لنهال التي أرسلتها لتضرب تلك النفوس الخاملة واللامبالية في الذي يحدث لنجوم الأرض وبرأتها، وتخبرها كذلك بأن نهال لم تتألم وهي تفارق الحياة لأنها وبمجرد أن تركت يدها لتنشغل بأهل البيت كانت روحها التي يمكن أن تتألم قد غادرت ذلك الجسد الترابي، ومهما الذي فعله بها ذلك الحيوان فهي لم تشعر بوخز إبرة منه، فهو ومهما كان غرضه فهو لم يتمتع بتعذيبها . ولكي تستعيد نهال ذكرياتها الترابية عليكم أيها الترابيين أن تجدوا ذلك الحيوان وتنفذوا فيه حكم الإعدام،عندها فقط ستنزل كلّ الأرواح البريئة للاقتصاص حقّها منه، وسيكون حبلّ المشنقة معدّا جدا من لحمهم الزكي الطاهر ... وتذكري أيتها الأم أنك لن تجدي دميتها فهي معها،كي تتذكرك بها، يوم تتعلمين ويتعلم كلّ البشريين أنّ نهال هي روح كلّ طفل وليست ابنتك فقط . فلتتوقفوا عن الأنانية وعودوا للمحبة والرحمة بينكم،نهال تريد من أقرانها أن يتعلموا الصراخ لمجرّد اقتراب أحد منهم،وعلى كلّ من هم في حيّز الصراخ أن يصغوا لهم ولا يتجاهلوا أحدا يستغيث . توقفوا عن الأنانية .... توقفوا عن بكائية الكلام واحموا براءة الأرض بالالتفاف حولها .