احتضن قسم الفنون الدرامية بمدرج أحمد زيان بجامعة وهران قراءة درامية لمسرحية »نازلة توات« للاستاذ محمد شرقي وهي تدور حول شخصية العالم الجليل الشيخ محمد بن عبد اكريم المغيلي وهو ولي صالح من مدينة تلمسان وتزوج من ابنة عبد الرحمن الثعالبي ورحل الى منطقة توات وهناك خلال القرن ال 15 ميلادي وقع صدام وهو الوحيد في الجزائر بين المسلمين واليهود في منطقة تمنطيط أين كانوا سفار ديم اليهود الذين جاؤوا من اسبانيا يسيطرون على الطريق التجاري ويتحكمون في المنطقة الصحراوية الى غاية وقوع معركة بعدما تم تطبيق عليهم مبدأ »الصغار« وأهل الذمة حسب الفقهاء حيث أفتي قاضي توات الاسموني ومجموعة من علماء وفقهاء الجزائر ومن بينهم الشيخ السنوسي والحسن ولي تلمسان قد أجازوا قتل اليهود بعدما قاموا هؤلاء بإدلال المسلمين القاطنين منطقة توات فكان الشيخ المغيلي قائد هذه الثورة في الجزائر. هذه النازلة كما يقول عنها الاستاذ محمد شرقي قد حولها الى نص درامي وشخصيات مسرحية تعبر عن الحادثة محافظا على الوقائع التاريخية بحذافرها للأمانة العلمية. وحضر لقراءة هذه النص الدرامي مجموعة من الاساتذة بالقسم الخاص بالفنون الدرامية والاقسام الأخرى الى جانب الطلبة والباحثين والمهتمين وكان نقاشا مفتوحا حول الصراع اليهود الاسلامي في منطقة تمنطيط خاصة أن الكثير يجهل هذه المعلومة. وحول فكرة كتابة هذا العمل صرح الاستاذ محمد شرفي للجمهورية بأن عنوان النص في حد ذاته مستنبط من الفقه أي فقه النوازل وأصبحت مقترنة بنازلة المغيلي وهو تقريبا نشط في عدة مناطق منها مالي والنيجر والتي كانت تسمى آنذاك بمنطقة السودان وكان الرجل متشدد في الحفاظ على أصول الدين الاسلامي وحارب اليهود وتوفي بأدرار ودفن بزاوية كونت. وحسب الاستاذ شرفي فإن النص انبثق أصلا من بحث خاص بالمخبر الجامعي عندما تنقل الى منطقة توات في جوان 2010 عندما كان بجمع معلومات عن حياة العلامة والشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي وجمع كل فصول القصة فقررت تحويلها الى شكل درامي كما عمل على عدة محاور خاصة بالتناص كما ركز على الارض والماء مقابل السلام وهذا ما استخدمه اليهود دائما في خططهم منذ الازل واستغل كل الحوادث التاريخية ليعطى لنصه الدرامي رؤية أخرى ترتكز على الصدام التاريخي الذي وقع في صحراء توات. هذا العمل الجميع كقراءة تعكس قوة رجال هذه الارض الذين حاربوا الظلم والغطرسة الخاصة باليهود الذين أرادوا في أي زمان ومكان الاستلاء على أراضي خارج ملكيتهم لتصبح لهم وحسب قوانينهم لكن الساكن عن الحق شيطان آخر وهذا ما جعل الفقهاء الاولين يدركون هذه الحقيقة ويقاومون الباطل وهذا ما نجده عند الشيخ المغيلي الذي قام بثورة قلعت جذور اليهود التي أرادت أن تنبت في أرض غير أرضها. واذا قدمت هذه المسرحية على الخشبة أكيد سيكون لها وقع جيد بتحرك شخصياتها المكتوبة على الورق.