أن تجد نفسك بعيدا عن مشهد إعلامي ثقافي قررت في بداياتك أن تسير فيه إليه رغم كل شيء أسوة بالكبار من زمن أحمد سليم أيت وعلي إلى أحمد فريد الأطرش في التلفزيون و بن ديمراد و أحمد شنيقي بوزيان بن عاشور و حميدة العياشي، فذلك الأمر المتعب نفسيا و بدينا و صحيا أيضا...نعم الفارق الصحي الذي يصنع الفارق في مسألة تسمى غالبا النضال الثقافي الإعلامي بأن نعتقد و أعتقد و تعتقد أننا نناضل من أجل قضية ... من أجل مسرحي "محقور" و كاتب و رسام و شاعر و بائع ثقافة و مريد زيف و زائف و دخيل و بخيل في ثقافته و مجنون يدعي ؟؟؟ ، هكذا يكون الاعتقاد وهكذا كنا نفكر، حتى أنني أتذكر صديقا بالأمس القريب كنت قد سبقته بأعوام في مهنة المصائب ونحن في أحد مقاهي العاصمة شرع في كتابة تغطيته بعد خروجنا من أمسية بجمعية الجاحظية زمن الكبير الطاهر وطار في مقهى ...سألته لماذا فالجريدة هنا في نهاية الحي، قال لي أريد أن أحس أنني حسنين هيكل ، ضحكت و قهقهت ، فقط لقد طرد بعدها من الجريدة لأنها كانت توشك على الغلق و لقد أفلست اليوم، فأغلقت غلقا ... وبعدما حاولت إغلاق أبوابي و الابتعاد تلفزيونيا عن النضال الثقافي و الاوجاع الثقافية معتقدا أو متيقنا أن المشهد الثقافي لا يحتاج لمن يناضل...وأن المستوى لا يستوي، وجدت مناضلا أخرا بعنوان أحمد بن صبان ليحي شمعة الثقافة و الاعلام في نفسي، طالبا مني الالتحاق برفقاء الدرب في برنامج له تقاليده عنوانه ليلة الشعراء، قدمه صديق البدايات و النهايات السعيد حمودي و رفضته اليوم ظروفه التي تحول بينه و بين ليلته ليلة التلفزيون هذا الموسم، فوجدت نفسي مطالبا به مرتين لنضال الأستاذ احمد بن صبان و الاستاذ السعيد حمودي، و ثالثهما المبدع المشرف المباشر نبيل نوي. لماذا قادتني الفهامة إلى كتابة ما أكتب ؟ وهل من الفهامة في شيء أن أفسر قناعات غيري من قناعة أحمد بمسار محمد لحد اليوم وهو من ساهم فيها أو اغتراب السعيد عن الليلة و هو من استضافني العام الفارط في ليلته ليلة التلفزيون؟ ، لماذا ينظر إلى الاعلام الثقافي دوما بدونية و يتناسون أن ما يجيده الاعلامي الثقافي لا يجيده من يعتقد نفسه سيد المشهد وهو ليس بسيد نفسه، أسئلة رفعتها الصديقة المبدعة عالية بوخاري عن "أجوبة" تصلها حول جدوى الاعلام الثقافي وجدواها فيه وهي المناضلة مثلي ، هنا تذكرت أن الصديق المشرف الأول على القسم الرياضي في التلفزيون سامي نور الدين له في النضال الثقافي ولو القليل ما يشفع لي و ما جعله يفتح لي باب الثقافة في الرياضة لأنهل من ذاك لذلك و من ذلك لذاك ...لأنه قدم في المسار حلقات من الثقافة في عالم الكتاب ...هنا أعدت قراءة تعاريف طايلور للثقافة فقررت أن أمارس الغواية و الحكاية في الرياضة و قررت أن أكتب لسيدة النادي نعم الإعلام الثقافي ... نضال .