"تستعيد اللغة عافيتها ببساطة وعمق, شاعر ينتصر للمرأة عبر إيقاع الحب، لا مساحيق ولا شعارات نسويه..كتاب يحتفي بالخصوبة ويري في المرأة روح هذا الكون." د.حكيمة صبايحي أستاذة جامعية هكذا وصفت الدكتور حكيمة صبايحي الكاتب علي مغازي حين ينحت علي الورق بتألق وسحر ،عنفوان الأنثى نورانيتها وبهاءها الذي يداس بحكم الأعراف،الرجل ، ومجتمع أعطي الحصانة والأحقية لرجل و حتي هي شريكة في هذا الفعل المقيت بصمتها واستسلامها بلا قيد أو شرط، أو حتى أدني مقاومة، من سنوات بل عقود من قرض الشعر وسبك القوافي يقرر صاحب جائزة سعاد الصباح سنة 2009 للإبداع الأدبي أن يعود إلي الواجهة الثقافية ، و إلى معرض الكتاب وهو متحرر إلي حد ما من شيطان الشعر وسجنه الكبير بنصوص نثرية تتدفق سحرا و دهشة تحت عنوان "من ضلعها خلقت ،محاولة لتأنيث الكون"عن منشورات نقطة . "من ضلعها خلقت "بوح مزعج لمنظومة اجتماعية بنيت علي السيادة الذكورية التي منذ أن أحكمت سيطرتها وهي تعمل بلا هوادة على قتل معالم الحياة والحب والجمال بداخل كل أنثى، فيسعي علي إلي طرح مجموعة أفكار بغرض إعادة الأمور إلي نصابها و جعل المرأة السيدة والملكة لا الجارية والمسودة أنها ما يشبه الثورة الناعمة التي تخافها الذكورة ومجتمع غارق في ظلماته لا عمل له سوي إخماد صوت المرأة و جعلها مخلوقا مدجنا ، تقوده هواجس القلق، الخوف و الجبن .وفي بداية كتابه نداء من الأعماق لكسر هذا الطوق لصراخ لرقص و الاحتفاء علي شرف الأنوثة كوهجٍ للحب، للحياة،الجمال و الفرح :"يا نساء بلادي توقفن عن البكاء ,وأعلن انتصاركن للحياة التي لا تنتظر الموت .احذفن من صفحاتكن علي موقع فيسوك كما في يومياتكن تلك الصور الحمقاء التي تظهر فيها عيون دامعة وشفاه مدهونة بالشكولا". يعطي علي مغازي مفهوما آخر لزواج ليس كعقد أو شراكة يمليها الدين من أجل الحفاظ علي النسل والعرف بغرض السترة للأنثى و السيطرة لذكر لا أبدا بل من مفهوم الصداقة.. العفوية.. الانجذاب والتقارب الروحي الذي يؤرخ لميلاد جيل مفعم بالنبل والعطاء و المحبة والرقي، باختصار جيل يعلن الولاء والقداسة للمرأة :" تزوجي فكرة ويكون هناك رجل ما في مكان ما يتزوج هو الآخر، فكرة أخرى ;إذا حدث أن فكرته وقعت في غرام فكرتك ستتزوج الفكرتان وهكذا يكون عليكما أن تتزوجا " علي مغازي بجرأة شفافة غير مبتذلة يثو.. يصدم ويكشف المستور في زوايا العتمة التي تركن بمحاذاتها ألف امرأة و امرأة تحيك ثياب حزنها ويأسها وما من يد تلوح ببارقة أمل و حياة، و هو ما أوصلنا إلى النقطة ما قبل الصف من الحضارة والرقي والتدني الإنساني والأخلاقي بنشوء أجيال متعاقبة من الذكور وأشباه الرجال .و بعبقرية فذة ينحت فسيفساء ملونة بالحب و الجمال و بسحر الأنوثة، إنه لا يعطينا وصفة سريعة كالوجبات السريعة وكل ما يمد بالصلة إلى هذا العالم السريع الأجوف بقدر ما يدعونا جميعا إلي أن نتكاثف نتحاب ونتعاون جميعا لإنهاء حقبة الظلام و الصمت حقبة الخيبات القاتلة و الهزائم المتتالية لأكثر من جيل وحقبة ، لأنه ببساطة تم تحييد المرأة وإلغائها من كل الحسابات والبرامج وجعلها أداة تنفذ و جسدا يستنزف كل يوم في سجن الزوجية ، العمل وفي حدود الدائرة الاجتماعية المغلقة .