بدأ و سينتهي و الأكيد أن المسافة بين البداية و النهاية ستختلف، تماما مثلما اختلفت ما قبل البداية و الاستهلال و إن كانت المسألة فلسفية فإنها وجودية باختصار. أن تعتقد أنك الصواب أو أعتقد أني الصواب مسألة نسبية تتطلب وعيا نسبيا و صوابا فكريا لأننا أمام معطيات ثقافية مسرحية، فلا يمكن أن ألغيك لأني اختلفت معك في الطرح و الرؤية و لا يمكن فرضا أن تفعل، لكن ما لا يمكن حدث و يحدث يوميا في المهرجان و هي سنة الحياة في واقعنا العربي أو كما قال العرض المصري المشارك في المهرجان» زي الناس»، لكن ما يحدث في النهاية هو الجنون في مسرحية تياترو و الأستاذ الراقي التونسي الجبالي . مسرحية أو عرض الافتتاح الذي وقعه الديوان الوطني للثقافة و الإعلام رغم ما حدث ورغم ما سيحدث جعلني فهايمي فخور بجزائريتي...عرض ممتع بصريا وفنيا و نصيا و إخراجا رغم ما حدث...لا تسألوني عما حدث لأنه يحدث في كل العالم، لكن عين الحدث هي الصور الجميلة التي أمتع فيها الممثلون والراقصون و الراقصات أو لنتفق و نحذف المفردتين الأخيرتين لأنهما تتعباني مادام الفن جنس واحد . نعم فوزي بن براهيم و رمزي قجة و يوسف عبدي و حسان لعمامرة و خيمدة و حوش فريد وقارة توفيق و عقبة نوال ...الفنان محمد عجايمي الخبير القدير خرج عن نمطية أدواره التلفزيونية التي حاول البعض دفنه فيها بعد مسار كبير فكان والد حيزية و والدتها جهيدة يوسف عادت من الباب الواسع وهي المتمرسة الصادقة و الرائع ناصر عطاوي الذي أمتع في برنامج اكتشاف المواهب العربي و لأنه جزائري أخرج من المسابقة بطريقة أو بأخرى ، و الرائع عمر بن حرمة و الممتع هواري عبد الله و المبدع عادل داوود و المداح فيصل بن عيشة و المتميز المتطور أكثر فأكثر أجراد يوغرطة و حيزية لمياء بطوش و الحادي راشدي محمد سعيد و ربيع قاشي أو بن قيطون ...كلهم كانوا في مستوى الحدث و الموعد، أما فرقة الفنون الشعبية للديوان فأدت باحترافية العرض و أمتعت العيون حتى أن واحدة من الفريق فتحت يدها دما و ألما، لكنها واصلت بإتقان و بحرارة الجزائريين و الجزائريات إلى النهاية و إلى أن سمعت تصفيقا حارا . نواصل القائمة لكي لا أنسى الفنانين المستقلين من سهام مسيلي و أنيس ضيف و سفيان قصاب و فريال بن حرود و نذير توران و أسامة شريف و صلاح الدين بسكري...و معي تخيلوا مصير الشباب لو بقي واحدا منهم في مدنهم الأصلية... الأن سأعود إلى الحكاية الأخرى، حكاية المشرق و المغرب و ما بينهما و « كل شيء عن أبي» وهنا طبعا لا اقصد العرض المغربي الممتع و الهادف و الموفق جدا بل أقصد أبوية البعض على المسرح رغم فراغ الأبوة من زاد الأب، فما لزيد لزيد وما لعمر لعمر وما يزايد على أحد إلا «شاري دالةّ». صحفيون و نقاد و أكاديميون و مسرحيون بعضهم آمن بأن الوطن العربي لا يزال وطنا للجميع بما فيهم نحن « الأمازيغ» و بعضهم يؤمن عن إصرار و ترصد بأنه الوطن العربي أو ربما هو المسرح الوحيد و الخشبة الوحيدة في البلد الوحيد و الزمن السعيد الوحيد ، ففي النهاية سيبقى وحيدا ...قبل رفع الستار لا يجب أن ننسى « ما يبقى في الواد غير أحجاره».