لا تزال الكثير من العائلات البدوية بالمراعي الكبرى جنوب ولاية البيض تحديدا بالأرياف البعيدة المعزولة بصحراء الأبيض سيدي الشيخ وبريزينة ومناطق بلدية المحرة والرقاصة والكاف الأحمر لاسيما بمراعي بلدية البنود عن بعد حوالي 300كم عن مقر الولاية تعتمد على وسائل بدائية قديمة العهد كطهي الطعام على الحطب والتدفئة وجلب المياه على ظهور الحمير والإبل من مسافات بعيدة وكذا رفع الماء من قاع الآبار بواسطة الجمال والإيواء في الخيم والزرائب وتبريد الماء في القربة هذه الطرق عرفها الإنسان منذ حقب بعيدة ولا تزال مظاهر الغبن متواصلة وحاضرة بالبوادي جنوب بلدية البنود إلى وقتنا هذا بالرغم من الحداثة والعصرنة وتأثيراتهما وعلى هذا السياق كانت لنا زيارة ميدانية إلى بعد منطقة تحديدا بأرياف الجليد والخنفوسي والشعالة والعمود. حيث تنتشر العائلات البدوية منذ زمان يمتهن أفرادها الرعي كحرفة أساسية لا بديل لهم إلا نشاط الرعوي حسب ما قاله الشاب بحوص 35 سنة أمي لايعرف القراءة ولا الكتابة لم تطأ يوميا أقدامه مقاعد الدراسة.والحياة في البادية تختلف تماما عن المدينة في اللباس والطبخ والأطباق.ولا يمكن أن يتصور أحد أن يجد مجموعات بشرية من البدو الرحل في صحراء قاحلة في كل الفصول مازال يعيش أولادها ونساؤها وشيوخها على هامش الحياة وصفها أحدهم «بالتمارة» يفترشون الأرض ويتلحفون السماء، ويقتاتون على ماتوفر من زاد ومؤونة التي عدها لنا أحد السكان أهمها السميد والفرينة والسكر والشاي والتمر وفي الكثير من الأحيان تنفذ كما جرى خلال التقلبات الجوية الأخيرة ولا أمل لهم سوى خوض معركة الحياة من أجل البقاء في مشاهد إنسانية مزرية للغاية، و يعتمد هؤلاء السكان على تربية الإبل والغنم التي لم يبق منها إلا بعض الرؤوس تصارع البقاء في ظل تراجع الغطاء النباتي وكل عائلة تضم من فردين إلى حوالي 7 أفراد معظمهم أميون ومعظم السكان يقطنون «بالزرائب» مصنوعة من أغصان الأشجار بهذه الجهة تجد إلا الخيم والزرائب . لسع العقارب والأفاعي يكثر بمراعي هذه المناطق خلال الصيف فالوسائل والطرق البدائية حاضرة بقوة للعلاج كوضع الحجرة السوداء وتناول الأعشاب وشرب سمن الغنم المعروف «بالدهان» زائد عشبة «الرمث» كلها وسائل قديمة جدا لا يزال السكان يعتمدون عليها في العلاج حتى إلى يومنا هذا ومن جهة أخرى ما يميز نمط معيشتهم هو إعتمادهم على الطعام الطبيعي كشرب حليب النوق وتمر «الحميرة» وطهي الخبز والكسكسي وإحضار الشاي الأخضر على حطب أشجار «الرتم « و«الباقل»والطرفة هذه الأشجار تعتبر دواء لمقاومة البرد ودخانه كذلك يمنع حالات الزكام وغيرها من الأمراض حسب تعبير هم وما لاحظناه أنهم لا يعانون من أي مرض تجد شيخا في عقده الثامن من العمر كأنه شابا في تحركاته واستقباله للضيوف ومن أهم الأطباق التي يحضرونها على الدوام منها الكسكسي بلحم الجدي وشرب الشاي وأكل التمور المسماة «لحميرة « والرفيس والمعكرة أطباق تطهى على الحطب