لم أصدق في بداية الأمر حينما إتصلت بي مديرة مركز البدر للضمان الإجتماعي السيدة خيرة وأبلغتني عن إستقبالها لسيدة من مواليد 1895 بعد ساعة من الزمن وأن لا أفوّت الفرصة لمحاورة هذه المرأة التي فاق عمرها القرن وعشر سنوات أخذت آلتي التصوير والتسجيل وإنتقلت مسرعا إلى مقر مركز الضمان الإجتماعي بحي البدر وبعد دقائق جاءت السيدة المذكورة مرفوقة بابنتها خيرة وأحد أقربائها السيد مصباح عبد الرحمان إطار معروف ومسيّر لمؤسسة محلية. الحاجة طالبي الزهرة صاحبة ال 116 سنة ما زالت تحتفظ برشاقتها وبصحتها وصعدت إلى مكتب المديرة في الطابق الأول بذات المديرية حيث تم إستقبالها وتسليمها شيكا بإسمها كتعويض بعد وفاة إبنها المختار . وفي جلسة مثيرة تحدثت الحاجة الزهرة عن حياتها وتأكدنا من وثائق لهويتها المكتوب عليها طالبي الزهرة بنت أحمد وفاطمة بنت محمد المولودة خلال 1895بوجدة وهي مغربية الجنسية والأصل تتواجد ببلادنا صغرها كانت تعيش في عين الصفراء، وفي سن العشر سنوات إنتقلت رفقة عائلتها إلى وهران بعدما سبقها أخوها محمد العامل اليومي وبعد سنتين تزوجت وهي طفلة وأنجبت أربعة أبناء هم الهواري والمختار رحمهما الله وفتيحة وخيرة الحاضرة معها في الجلسة ولها من الأحفاد وأبناء الأحفاد عدد كبير، الحاجة الزهرة طالبي تعد أكبر معمّرة بالجزائر ممن يمتلكن قوى عقلية سليمة وذاكرة عادية وبنية جسدية مقبولة ، حيث تضمن لها الحركة والتنقل (الله يبارك) تحدثنا مع الحاجة وعن الفرق بين المرأة في الماضي وحاليا لكنها ثارت في وجهنا قائلة بأن المرأة في الماضي كانت تحترم الرجل وكان الحياء والحشمة ، كما قالت ولكن بنات اليوم يصبغن شعورهن ويلبسن ملابس غير محتشمة ولا يستمعن للرجل ولا يخفنه حسبها طالبي الزهرة تقطن في حي مديوني الشعبي وهي محبوبة من طرف كل الجيران ودعتنا لتناول أكلة من صنع يديها لتؤكد لنا بأنها ما زالت قادرة على الطبخ وحتى التسوّق وقبل مغادرتها المكتب إستغل عمال وإطارات مركز الدفع لقطاع الضمان الإجتماعي بحي البدر الفرصة لأخذ صور تذكارية معها وتقبيلها والدعوة لها بطول العمر.