إذا كان منتخب جبهة التحرير نجح بإمتياز في نقل رسالة شعب مظلوم للعالم بأسره. بفضل نضال قدمه تنظيم رياضي خارج البلاد وكان خير سفير لثورة التحرير المجيدة فإنه مما لا شك فيه أن هذه الرسالة ساهمت في تمريرها طبقة رياضية أخرى سهلت من مأمورية منتخب الثوار والأكيد أن عميد الأندية الوهرانية فريق ليزمو الذي يطفئ هذا الشهر شمعته الخامسة والثمانين المصادفة لتاريخ الفاتح من شهر مارس لسنة 1926 ساهم في تدعيم إنجازات منتخب » الأفلان « من خلال الدور الكبير الذي بذله مؤسسو هذا الفريق العريق. وفي طليعتهم أسماء وضعت الأسس الأولى لكرة القدم الوهرانية والتي تمثل ذاكرة الرياضة بعاصمة الغرب ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر مؤسسو البث بالحمري الشيخ نومري بمعية قويدر بن جهان، قناوي الملقب باللؤلؤة الساحرة، دحو، بومعزة بوجلال »تشانقو« والقائمة طويلة أبت إلا أن تحمل سلاح المقاومة ضد المستعمر الغاشم في صورة نقل رسالة نضال وكفاح من خلال مشاركة ترسانة من اللاعبين الجزائريين وتألقهم في دورات شمال القارة السمراء وبالموازة مع ذلك قدم »ليزمو« شهداء سقطوا في ساحات القتال، ومجاهدين ساهموا في رفع الراية بروح وطنية بوازع ديني حمل شعار الإتحاد الإسلامي الرياضي لوهران، الذي أسس لغرض سياسي محض ومبادئه كانت ثورية ونضالية كيف لا وهو الفريق العريق الذي دافع عن القضية الجزائرية بكل بسالة واتخذ لنفسه مواقفا حاسمة وقفت الند للند في وجه العدو وكان له دور فعال في تجميد المنافسات الرياضية لفرض مبادءه سامية مهدت الطريق لتكوين جيل الثورة والأجيال المتلاحقة، وللعهدة الى مرحلة التأسيس فإن ميلاد عميد الأندية الجزائرية كان على ضوء شمعة إلتف حولها الأعضاء المؤسسين بيت صغير بالحمري أين وضعوا اللبنات الأولى لفريق الإتحاد الرياضي الإسلامي وكان أول رئيس انتخب على رأس النادي هو الفرنسي دوهارو وبالرغم من أن مبادئ الفريق ثورية تحمل رسالة نضالية إلا أن القانون في تلك الحقبة يشترط على النوادي الجزائرية ضم تركيبة باريسية في تشكيلة الفرق الرياضية والحديث عن المسيرة الرياضية لأعتد الأندية الجزائرية لا تحلو إلا باستحضار ذكريات النادي مع مشاركاته القارية. وتألقه في 7 بطولات بشمال القارة وبلوغه بفضل ترسانة من اللاعبين نهائي المنافسة التي كان لها وزن ثقيل في تلك الفترة ولم يكتف ثوار العميد بهذا القدر من العطاء والتشريف القاري وإنما كفاءة اللاعب الجزائري أسالت لعاب الأندية التي تهافتت على أبناء »ليزمو« فظهرت اللؤلؤة السوداء »قناوي « في فترة الثلاثينات حيث تقمص هذا اللاعب ألوان المبيك مارسيليا، الى جانب دحو لاعب نادي تولوز، وفيرود الذي لعب في صفوف نادي نيم وبن ميلود بمرسيليا وبغداد الحارس الفذ الذي تألق قاريا، وكذا بوجلال »تشانڤو« بنادي كان وموسى لخضر... وفي الستينات قدم بوزيدي الرئيس المحبوب الكثير لنادي الإتحاد... والكثير من الذين عايشوا هذه الفترة التي سبقت ثورة التحرير.. يتذكرون جيدا استعارات التي كان يرفعها المجاهدون في مشاركات »ليزمو« في البطولة .. لتمجيد فريق المسلمين على غرار »ليزمو« فريق عرب ضد النصارى وبوجلال الموهوب يربح مباراة.. ولابد من الإشارة لأسماء جاهدت في هذه الفترة الزمنية تحت »العميد« تذكر من بينهم نميش المحامي، بختي، مراح بن علي، ڤورين.. والخ اليوم ونحن نحتفل بالذكرى ال 58 لتأسيس النادي العريق ننحني بخشوع ونقف وقفة تقدير وإجلال لمن صنع تاريخ »ليزمو« الأحياء منهم أو الأموات رحمهم الله. لأنهم أسسوا معقل الروح الوطنية بوهران وساروا على درب الأفلان.. »ليزمو« وبعد مضي 85 سنة كاملة على نشأته يتخبط في الألفية الثالثة في مشاكل أقعدته في الأقسام الدنيا رغم أنه مدرسة رائدة في التكوين وهو حاليا متراميا في مراتب غير مريحة في بطولة الجهوي الأول وحتى لا ينكر جاحد عظمة هذا النادي بإعتباره يمثل الذاكرة الحية لتاريخ المدينة من معقله الأصلي بحي المدينةالجديدة وتحديدا من ساحة »الطحطاحة« يبقى الإتحاد الرياضي الإسلامي عمودا شامخا لا يتهاوى ولا يموت أبدا رغم الأزمات ويتوسم محبي الفريق العتيد خيرا في الأكاديمية الجديدة التي تستثمر في الشباب من أجل نفض الغبار على العميد وإعطاء النفس الجديد للعودة الى الواجهة من خلال الإهتمام بالشبان وتنظيم الدورات مثلما هو الشأن بالنسبة للدورة ربيع فوت الوطنية المقررة في ال 19 مارس الجاري بملعبي بوعقل وفريحة بن يوسف.. وهي مبادرة تستحق التشجيع والتقدير.