طالب المخرج السينمائي محمد حويذق أثناء بث شريطه الوثائقي » تلمسان المسجد الكبير« بدار الثقافة عبد القادر علولة في اطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية من جميع الفئات المثقفة والمهتمين بالتاريخ وعلم الآثار والمواطنين العاديين أن يفصحوا عن أي معلومة يختزنونها بهدف توظيفها للجيل الصاعد في قالب منتوج فني سينمائي يحفظ الذاكرة الشعبية التي أصبحت تسير نحو الإندثار وقال المخرج قبل انطلاق العرض أنه يحلم بالمساعدة الجماعية كون القضية تعين مرحلة إنقاذ المعلومات التي تندثر بفعل البخل والذي يحول دون استكمال نقاط هامة في السيناريو خصوصا عند التسجيل أين يجدون بعض الأبواب غائبة وأضاف في السياق نفسه أن التظاهرة التي رست على عاصمة الزيانيين جاءت في الوقت المناسب لإنتشال ثقل الحضارة العريقة تاريخيا ودينيا والذي يجتهد فيها الباحث ليصبح مرجعا قابل الاعتماد عليهم وعن الفيلم الوثائقي الخاص بالجامع الكبير استغرق شهرا كاملا في التصوير وثلاثين يوما في التركيب. وقد ساندهم بعض المختصين الباحثين المتمكنين من تلمسان أمثال الأساتذة ابراهيم شنوفي رئيس الدائرة الأثرية بمتحف المدرسة ونڤادي محمد والسنوسي الغوتي الذين حفزوا المشروع السينمائي بتسيير المادة وجمعها في نطاق موّحد، الأمر الذي جعل من الميدان يصنع السيناريو بالإجتهاد في العمل الصادق، وللتذكير فإن الفيلم أعطى قيمة جمالية عمرانية وحاول إيصالها للجمهور الذي لايزال يستشهد بهيكل المسجد الضارب بعمق وجودة الحضاري الملتمس من قبل الدولة الزيانية والقائم على عمران فريد من نوعه والمشيد بأمر من الأمير المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين في حين منارته بنيت بعد ذلك من قبل السلطان يغمراسن مؤسس الدولة الزيانية في القرن الثالث عشرة الميلادي والذي قاوم صروف الدهر ويتوسط المدينة كالطود الشامخ، وألح أيضا المخرج حويذق على وضع جميع المخطوطات التي تروي تاريخ المعالم في متناول الفنانين والمخرجين لسرد التفاصيل بحذافرها وبمعطياتها لإن العشرات من المعنيين بالذخر الثقافي وافتهم المنية وحان الوقت للتعجيل والأخذ بيد ما سيضع من التراث المادي المجيد وأعطى مثال عن منطقة بني عباس ببشار التي سرقت جل مخطوطاتها المعبرة والمترجمة لأرشيف غني كان من الممكن تحويله لأي سيناريو سينمائي يقيه الشتات والتسيب وللضياع الأبدي وقال كذلك لحبذا لو تصبح جميع ولايات المواطن عواصمهم حضارية ثقافية اسلامية لإعطاء دفع للمهتمين في لملمة كنوز مناطقهم.