استضاف المسرح الجهوي بمعسكر، هذا السبت الكاتب المربي والمؤلف أحمد خياط لقراءة المسرحية الجديدة التي أبدعها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاما، وتحمل عنوان » الغريب ذو القبعة العجيبة« وهي مسرحية تربوية تروي قصة الطفلين يوسف وعادل اللذين نسجا علاقة صداقة قوية في المدرسة أصبحت مضرب الأمثال لكنها جلبت لهما متاعب من أفراد عصابة من الاطفال المشاغبين الذين يبذلون قصارى الجهد ويلجأون إلى كل الحيل والمكائد، لإفساد هذه الصداقة وتحويلها إلى عداوة، حسدا من عند أنفسهم، وأمام فشلهم في تحقيق مبتغاهم، يتدخل »الشيطان« في شكل شاب غريب ذي قبعة عجيبة، يعد أطفال السوء بتحقيق ما يصبون إليه، ويكاد فعلا أن يوقع بين الصديقين، غير أنه يمنى بالفشل هو أيضا وينقلب على عقبيه خائبا تحت وابل من التعويذات، التي تفضح أمره كذلك لدى الاطفال المشاغبين فيعودون إلى رشدهم ويقررون التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل. هذه القصة الممسرحة، قرأها مؤلفها بدار الثقافة أبي راس الناصري بمعسكر أمام عدد من مثقفي المدينة المداومين على حضور حصة تواصل النصف شهرية التي ينظمها المسرح الجهوي بمعسكر، وقد حاول الكاتب وهو يقرأ مشاهد وفصول المسرحية، تمثيل دور كل طفل في المسرحية لبعث الحياة في نصه، الذي كتب بلغة منتقاة بدقة وبأسلوب بسيط وواضح يسهل تتبع تطور أحداث القصة ويساعد على فهم العبر التربوية التي يهدف النص إلى إيصالها الى الاطفال، هذا فضلا عن عنصر التشويق الذي لا يفارق مراحل المسرحية من بدايتها إلى نهايتها. النقاش الذي أعقب العرض ونشطه الاستاذ شويرف من جامعة معسكر، أثار بعض الملاحظات الجوهرية كضرورة عرض النص على مختصين في علم نفس الطفل لقياس مدى انسجامه مع مداركهم العقلية والحسية والوجدانية، وهو ما دفعه المؤلف بكونه أمضى كل مشواره المهني البالغ 36 عاما في قطاع التربية والتعليم، كمعلم ثم مدير فمفتش مما جعله في اتصال وعلى معرفة بعالم الطفل. وبينما تقبل المؤلف بعض الملاحظات المتعلقة بعض المفردات الصعبة أو التي يلتبس على الاطفال فهمها، وكذا بعض صور العنف الدامي والمشاجرات والعراك، التي تتخلل مشاهد المسرحية، أو كتعدد المكان في المسرحية وما ينجر عنه من إشكال في إخراجها أو غياب بعض فقرات الغناء والموسيقى للترفيه وبعث همم الاطفال لمتابعة المسرحية كلها دون ملل، إذا كان الكاتب قد تقبل كل ذلك بطيب خاطر، فإنه رفض بالمقابل ماذهب إليه الممثل والمخرج أحمد بن عيسى من أن النص لا يخرج عن نطاق المسرح النمطي الذي يهدف إلى تلقين الطفل ما يجوز ومالا يجوز فعله، مما يحرم الطفل من حرية الاختيار. ورد الكاتب خياط أحمد هذا الانتقاد، بالتأكيد على الهدف التربوي للمسرح ولاسيما بالنسبة إليه كمرب توجب عليه رسالته تنشئة الاجيال على الاخلاق الحميدة، مضيفا أنه لايمكنه تصور مسرح خارج إطار الاخلاق وهو ما وافقه عليه معظم من في القاعة. هذا ولم يقرر المسرح الجهوي بعد، ما إذا كان سيتكفل بإخراج هذا النص المسرحي، الذي يأمل مؤلفه أن يحظى المخرج قادة بن شميسة من المسرح الجهوي بسيدي بلعباس بمهمة إخراجه بحكم النجاح الذي حققه هذا المخرج في إخراج المسرحية الأولى للمؤلف وهي »مغامرات الماكر« والتي هي في الاصل قصة صدرت ضمن سلسلة أدب الفتوة، ونال بها صاحبها جائزة أبوليوس للرواية الأولى باللغة العربية عام 2008 في المسابقة التي كانت تنظمها المكتبة الوطنية الجزائرية مما شجع المسرح الجهوي بسيدي بلعباس على تحويلها إلى مسرحية. تجدر الاشارة إلى أن الكاتب أحمد خياط، من مواليد 1945 بوجدة عمل 36 عاما في قطاع التعليم ويقيم بسيدي بلعباس، وقد صدر له لحد الآن 25 قصة للصغار والكبار ومسرحية و6 حوليات مدرسية باللغة العربية و7 قصص للصغار والكبار باللغة الفرنسية بينما ترجمت قصة واحدة إلى اللغة الانجليزية. أماالمؤلفات التي تنتظر النشر فهي 26 كتابا باللغة العربية و3 بالفرنسية وهو ما يجسد مقولة »جمع متعة الكتابة إلى منافعها« في استغلال فترة التقاعد، فيا ليت كل إطارات قطاع التربية المتقاعدين يحذون حذوه.