تعد الملاكمة الوهرانية ديب فتيحة حالة إسثنائية ناذرة لأنها إختارت رياضة الملاكمة التايلاندية المحتكرة على العنصر الرجالي نظرا لصعوبة التأقلم مع تقنيات اللعبة التي تتطلب جهدا جهيدا، البطلة العالمية ديب فتيحة أبت إلا أن تجرب حظها في هذا الإختصاص الذي بقي لسنوات محتكرا من قبل الرجال سيما رياضة الكيك بوكسينغ والملاكمة التايلاندية، ورغم قلة الإمكانيات وغياب التحفيز إلا أنها تجاوزت كل الصعوبات وتألقت على حلبة الصراع، وحققت العديد من الألقاب الوطنية والدولية، فنالت لقب بطولة الجزائر والبطولة العالمية في تخصص "فري فايت" داخل القفص وبعد هذا المشوار الناجح سافرت إلى أندونيسيا بمصاريفها واستطاعت أن تمثل الجزائر والمرأة العربية أفضل تمثيل في مختلف التظاهرات العالمية سيما في المنازلات التي خاضتها في القارة الصفراء. بداية من هي ديب فتيحة؟ - بدأت مشواري الرياضي في سن مبكرة تحصلت خلال هذه المدة الطويلة على عدة تتويجات وطنية ودولية وأقتحمت عالم الفنون القتالية في رياضتين : الكينغ بوكسينغ والملاكمة الإحترافية. ما هي أهم النتائج التي تحصلتي عليها في مشوارك؟ - رغم أنى لم أعمر طويلا في الفن النبيل إلا أنني حققت العديد من النجاحات أهمها حصولي على مرتبة الوصيف في كأس الجزائر في وزن أقل من 54 كلغ، كما نلت العديد من الميداليات في بداية مشواري سيما في رياضة الكيك بوكسينغ. وكيف كانت تجربتك بأندونيسيا؟ - بأندونيسيا شاركت في رياضة "الفري فايت" داخل القفص نلت خلال هذه المنافسة الدولية على الميدالية الذهبية بعد فوزي على الأسترالية ايرينا وأعلم أنها المشاركة الأولى من نوعها بالنسبة لي سيما أنني أول إمرأة عربية جزائرية تدخل غمار أكبر تحدي في رياضة غير معترف بها في بلادنا حيث لا نملك رابطة في هذا الإختصاص. ِ بعد هذا النجاح البارع الذي حققته هل تلقيت عروضا أجنبية؟ مباشرة بعد فوزي على الأسترالية "ايرينا" تلقيت عدة عروض من طرف بعض المناجرة والمدربين من بينهم المدرب "كيفين" الذي كان مهتما بضمي إلى نادي بأندونيسيا لكني فضلت العودة إلى الجزائر ولم أكن متحمسة للإحتراف هناك لماذا اخترت هذا التخصص الصعب الذي يعتمد على الخشونة؟ - رياضة (فري فايت داخل القفص) لا تملك جهات رسمية تمثلها في الجزائز لذلك أخذت بمشورة الشخص الوحيد الذي أكن له كل الإحترام والتقدير لأنه ساعدني كثيرا وساعدني في الحصول على قاعة للتحضير وهو السيد شيخ رئيس مصلحة الشؤون الإجتماعية والثقافية الذي قدم لي الكثير، بعدها اتصلت برئيس الرابطة السيد فراجي ميلود الذي قدم لي يد العون وللعلم أن فري فايت هي مزيج بين رياضة الفري فايت والكيك بوكسينغ. حاليا تترأسين جمعية نجم وهران للفنون القتالية، ما هي الأهداف التي تريدين تحقيقها؟ - يضم النادي 25 منخرطا في صنف المبتدئين إناث وذكور والهدف الرئيسي من إنشاء جمعية نجم وهران هو رغبتي في توظيف خبرتي لفائدة الشباب وتقديم كل ما اكتسبته وتعلمته سيما أنني صرفت من أموالي الخاصة من أجل أن أكتسب خبرات جديدة وخير دليل على ذلك هو مغامرتي في أندونيسيا. كيف تقيمين واقع الرياضة النسوية؟ - العنصر النسوي مهمش كثيرا خاصة وأننا نعاني من غياب الإهتمام والتحفيز إلى جانب عدم تسليط الإعلام الضوء على الرياضة النسوية فضلا على هذا كله فإن الذهنيات التي لم تتغير بعد في مجتمع ينظر إلى المرأة على أنها عنصرا غير فعال بالإضافة إلى كلا هذا وهناك نقص فادح في القاعات الرياضية وأن وجدت فهي بحاجة إلى إعادة التهيئة وتوفير شروط النظافة ووسائل التدريب. في رأيك ما هي الحلول الكفيلة بالرفع من مستوى الرياضة النسوية؟ - الحلول واضحة وتتمثل في تكوين مدربين أكفاء قادرين على رفع التحدي إلى جانب إنشاء المرافق وقاعات رياضية مهيئة بالوسائل اللازمة بالإضافة إلى إعادة الإعتبار للرياضة النسوية لأن هذه الأخيرة قدمت الكثير لكنها قوبلت بالنكران وعدم إعطائها الأهمية التي تستحقها. في رأيك لماذا لا تقاس تشريفات الرياضة النسوية بالنتائج المسجلة؟ - التمويل يلعب دورا كبيرا لكنه شبه منعدم خاصة وأن المشكل الذي يحصل هو وصول الرياضي إلى أعلى نتائج ثم بعد ذلك يتوقف دون سابق إنذار والسبب معروف وراجع إلى نقص الدعم المالي وتذبذب التحضيرات وبالتالي لا يؤخذ للنتائج إعتبار. ما وراء توقفك يذكر عن ممارسة الملاكمة؟ -حاليا أنا متوقفة مؤقتا وذلك بسبب إنشغالي بالتحضير للبطولة الدولية "للفري فايت" بغض النظر على نقص الإمكانيات هل هناك عراقيل تواجهك؟ - الملاكمة كغيرها من الرياضات تعرف نقصا فادحا في المنافسات تجد الملاكمة تبذل مجهودا كبيرا لتتفوق لكن بعدها تقابل مشكلة نقص المنافسات.