تعاني المساحات الغابية المحيطة بالتجمعات الحضرية من التجاوزات الخطيرة في حق الغطاء النباتي الذي يعاني أصلا من اختلالات بيئية ناجمة عن التغير المناخي. واستفحلت في الآونة الاخيرة ظاهرة التفريغ العشوائي للنفايات الصلبة والسائلة المهددة للتنوع البيولوجي بالمناطق السالفة الذكر حيث سجلت مصالح الغابات بوهران (200) مخالفة تتعلق بهذا الخصوص تم تحريرها ضد أصحاب شاحنات نقل تستغل المحيط الغابي لإفراغ مخلفات متنوعة ضارة بالبيئة وأضافت ذات المصادر أن تفريغ صهاريج المياه القذرة في الغابات المجاورة للطرق البلدية والولائية بات على قائمة المخالفات المسجلة طيلة الثلاثي الأول من السنة أين أكد ذات المصدر أن المصلحة وبالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني قامت بحجز (16) مركبة تم إيداعها المحشر بسبب ضبط أصحابها في حالة تلبس بتفريغ المياه القذرة بالغابات ناهيك عن حالات أخرى تتضمن تفريغ النفايات السامة على غرار مخلفات المحركات والورشات وحتى بعض الادوية المنتهية الصلاحية. ويستغل هؤلاء حسب ذات المصدر ساعات الليل والفجر للقيام بجريمتهم في حق البيئة مستغلين ضعف الرقابة من جهة وشساعة الثروة الغابية المقدرة ب(45) ألف هكتار بالولاية. وأسفر النشاط المعتاد للدوريات الفجائية لمصالح الغابات مؤخرا عن إيداع (34) ملفا للعدالة تتعلق جلها بنفس الظاهرة المسجلة بقوة خصوصا عبر المواقع الغابية المحاذية لأحياء »الصنوبر« بلانتير وبوعمامة بالاضافة لغابة مسيلة الهامة التي لم تسلم من الظاهرة رغم بعدها نسبيا عن ذات التجمعات. وتساهم النفايات خصوصا الزجاجية منها في رفع احتمالات نشوب الحرائق بالاضافة لتسميمها للتربة والمجاري المائية مما يستدعي ضرورة التصدي لها من طرف المواطن المدعو للتبليغ عن التجاوزات والمساهمة بدوره في حماية ثروته الغابية المحلية التي تعتبر الرئة الوحيدة المنعشة أضف لذلك إثراءها للمشهد السياحي المتنوع للولاية.