يشهد كل موسم صعود بعض الفرق من الأقسام الدنيا إلى الأقسام العليا، ومن البديهي أن يمثل هذه الإرتقاء من مستوى إلى آخر أرقى حدث في حياة هذه الفرق التي تبتهج له وتستعد للإحتفال به، ولكن بعض الفرق التي أتفق على تسميتها بالصغيرة تعبر في كثير من الأحيان على إفرازاتها تجاه ما تعتقده إنصافا والإقرار لها بحقوق معينة منها الحرية الكاملة في جلب اللاعبين والمدربين وإختيار أحسنهم وقد مكنت هذه الثقة فريق هلال سيڤ من الوقوف على قدميه، المعتقد بأن عجلة التاريخ ترفض العودة إلى الوراء لا محالة مخطئ، خاصة إذا تعلق الأمر بالكرة المستديرة التي لا تعرف الثبات والإستقرار كونها تبتسم لفريق مرة، وتدير ظهرها له في أخرى ، وها هي عجلة التاريخ تعود هذه المرة إلى الوراء ، وعودتها تركزت على رجوع بعض الفرق القوية إلى الواجهة الكروية بعد أن طال غيابها مزيحة عنها غبار السنوات العجاف، متحررة عن عقدها، وهذا ما ينطبق على الكرة بمدينة سيڤ التي توالت عنها السنون، وهي بين مد وجزر وتبحث عن مجدها الضائع. إنتزاع مشعل الريادة من الغالية هذا الموسم الذي كان بمثابة حصاد يجني من طرف شبان وهيئة مسؤولة همهم الوحيد التكاثف والتحالف من أجل تعبيد الطريق المؤدي إلى البروز، حيث إتضحت له الرؤية منذ أن هزم الرائد (غالي معسكر) لينزع منه مشعل الربادة، إزداد منذ ذلك الحين أمل اللاعبين في السعي وراء الصعود وفعلا تحقق لهم ما كان يبدو مستحيلا في بداية المشوار بفضل سياسة الإعتماد على النفس وعلى أبناء الفريق التي إنتهجها منذ بداية الموسم، والتي كان شعارها العمل، الإدارة والتضحية لإعادة المجد الضائع للفريق ، وفعلا وبعد موسم ماراطوني شاق ومرهق كلت المجهودات بالنجاح، وحقق الفريق الهدف الذي سطره منذ بداية الموسم فكان الصعود حليفه في النهاية ومعه تحقيق حلم أنصاره ومحبيه الذين وطالما تمنوا هذا الصعود أمام عدة أندية محنكة تملك خبرة في القسم ما بين الرابطات كمديوني وهران، شباب المشرية، ومع ذلك استطاع أشبال فراجي لخضر اللبروز في الوقت الملائم بفضل الجو الملائم للعمل والروح الأسرية التي تسود الفريق، وهو ما ساعد كثيرا على تحقيق نتائج إيجابية، خاصة في المرحلة الثانية من عمر البطولة التي لم ينهزم فيها (الفريق) سوى في مقابلة واحدة وسجل تعادلين. بين خبرة ديدة وإرادة بومعزة ويعتبر مدرب الفريق فراجي لخضر النتائج كانت منطقية بالنظر إلى التحضير الجيد في بداية الموسم وإحتفاظ الفريق بتشكيلة الموسم الماضي مع تدعيمها بلاعبين يتمتعون بإمكانيات ومؤهلات كبو معزة، بن تازي وترقية بعض العناصر من فئة الأواسط والمحافظة بالمحنك الحاج ديدة، ويرجع فراجي لخضر المدرب عوامل النجاح إلى توفير الإمكانيات وحسن التسيير والتفاهم العام الذي طبع أسرة الفريق ومجهودات اللاعبين المضنية وإصرارهم على الخروج بنتيجة في نهاية الموسم، وهو ما تحقق لرفاق الحاج ديدة عبد القادر والذي ما زال يكافح في ميادين الكرة ويرغب في الإستثمار والعطاء وتلقين الشبان في اللعبة، وبالنظر إلى الفارق، يتجلى الصراع الكبير الذي ميز مراحل البطولة حيث لخص المدرب فراجي لخضر مستوى البطولة في درجة المتوسط عموما، ويرجع السبب إلى تباين مستوى الفرق المتنافسة ، وقد برز إلى جانب هلال سيڤ، شبيبة الأمير عبد القادر، مولودية الحساسنة، وغالي معسكر الذي أداروا موسما رائعا ويعدون أحسن الفرق على تعبير فراجي لخضر والذي يشهد لهم بالقوة درس فراجي الوضعية ومن خلال خبرته كسب ثقة اللاعبين والجمهور والمسؤولين مما سهل له العمل في الجانب الفني الذي بدقة الفرديات الموجودة لديه، وهكذا حدث التكامل وسار الفريق بخطوات ثابتة إلى أن حقق الهدف الذي عمد إليه وهو الصعود إلى القسم الوطني الثاني (هواة) والذي جاء بعد طول إنتظار، بالإضافة إلى الإمكانيات المادية والمعنوية جعلت اللاعبين والمسيرين لا يدخروا أي جهد للوصول إلى الحلم الساعين من أجله. فراجي يفرج على الهلال بعد طول الإنتظار إن ما حققه الهلال خلال هذا الموسم لم يأت بمحض الصدفة، وإنما هو ثمرة عمل جاد وجدي قام به اللاعبون بقيادة المدرب فراجي الذي عبد الطريق ونجح في تنصيب الحمراء على قمة الهرم الكروي، كما وفق في خلق الإنسجام والتفاهم بين العناصر الشابة (القديم منها والجديد) والتي معدل عمرها 22 سنة، باعثا فيها روح التضامن وهذا ما أعطى "للهلال" صلابة وأكد فراجي على مقدرته التقنو تكتيكية، ورغم نقص خبرة هذه العناصر إلا أنها بمرور الوقت إكتسبت صرامة تكتيكية مكنتها من تحقيق نتائج في مستوى طموحاتها سواء داخل قواعدها أو خارجها كان لها الأثر الإيجابي على معنويات رفاق بخبخ الذين استفادو كثيرا من هزيمتهم أمام شبيبة الأمير عبد القادر في لقاء الذهاب، وهذه المرحلة كانت بمجرد التأقلم مع مجريات البطولة، وسمحت للعناصر التي كسبت الخبرة التي كانت بمثابة الإنطلاقة لمرحلة الإياب، وفيها أكد بخبخ جلطي، جاهل، ابن قادة عن مستواهم الذي حققوه بفضل تفانيهم في العمل وإنضباطهم التام، والتفاهم الكلي الذي يسود بين اللاعبين المشكلين عائلة واحدة كل هذا ساهم في تتويجهم (الصعود). الإستقرار سر العودة إلى منزلة الكبار ومن العوامل الأخرى التي ساعدت على نجاح الهلال هذا الموسم استقرار الطاقم الإداري إين برز الحاج إبراهيم داود كعنصر فعال وسط مجموعة المسيرين، نظرا لخدماته الجليلة التي قدمها للفريق، زيادة على إسقرار الطاقم الإداري نجد إستقرار في العارضة التقنية التي يقودها فراجي وبفضل التفاهم الكلي والتنسيق بين الجانبين، استطاع فراجي في ظرف قصير جدا تشكيل فريق لعب الأدوار الرئيسية في البطولة، خاتما مشواره بإهدائه (الصعود) في تاريخ الكرة السيڤية بعد أن صنع الهلال الحدث. 10 جوان تاريخ يحفظ في الأذهان وتنفس أنصاره الصعداء لتستعيد المدينة ألوانها وأفراحها وأهازيجها، كان ذلك يوم 10 جوان 2011، والذي سيبقى ماثلا في ذاكرة أنصار الهلال واللاعبين والمسيرين الذي عمتهم فرحة عارمة إنهمرت فيها دموع الفرحة، فشكرا لأبطال هلال سيڤ بعد مغامرتهم الشاقة التي خرجوا فيها منتصرين ظافرين وألف مبروك ومزيدا من الإنتصارات على كامل الأصعدة ومشوار موفق في البطولة الوطنية( الثاني هواة) ومهما يكن فإن الرصيد البشرى الذي يزخر به فريق هلال سيڤ قادر على تقديم مردود أكثر بكثير بقيادة المدرب فراجي الذي يعمل في صورة واحدة قصد تحويل هذه المواد الخام إلى مستوى العطاء المتواصل وفرض لون واسم الفريق على بساط الملاعب.