على بعد ثلاث جولات من نهاية بطولة الدوري المحترف الأولى وعقب انهزامه بوهران أمام المولودية المحلية يكون فريق وداد تلمسان قد رهن حظوظه بنسة كبيرة في البقاء بقسم الكبار وهذا بعد ما أصبح يحتل الصف الأخير رفقة اتحاد البليدة وأهلي البرج برصيد ثمانية وعشرين نقطة جمعها من سبع انتصارات وسبع تعادلات في حين انهزم في ثلاثة عشرة مواجهة، والخلاصة التي يمكن الخروج بها هي أن الوداد بصدد دفع فاتورة هزات عديدة مست ببيته منذ انطلاق بطولة هذا الموسم . وبالعودة إلى الوراء يمكن القول أن الوداد كان قد أدى موسما لابأس به غداة عودته إلى بطولة الكبار التي غادرها الموسم ماقبل الماضي ومكث بها لعام واحد ،وعوض العمل على الاحتفاظ بالتعداد الذي خاض الموسم المذكور وسد النقائص التي ظهرت به بإجراء تدعيمات في المستوى شهد الفريق مغادرة أربعة من ابرز عناصره وهم غزالي،يعلاوي ،جاليت،بن موسى مختار إضافة إلى تسريح الحارس بن موسى سفيان،وبالمقابل تم استقدام كل من الحارس حجاوي ،الطيب برملة ،قديدر ،والمغتربان مقشيش، وبن شنعة ،زازوة وبوخاري، وانطلقت التحضيرات بقيادة المدرب الذي قاد الفريق لثلاثة مواسم متتالية بوعلي لكن عدم امتلاكه لإجازة الكاف جعله يغادر العارضة الفنية للفريق أياما قبل انطلاقة البطولة. بوعلي يغادر وحنكوش يخلفه: مثلما سبقت الإشارة إليه اضطر مدرب الفريق بوعلى إلى مغادرة الفريق قبل يومين من انطلاق البطولة بسبب عدم امتلاكه لإجازة الكاف فقاد الفريق في أول مواجهة من عمر بطولة الدوري المحترف الأولى المدربون المساعدون حوتي ،خريص وبن يمينة وتمكن الفريق من الفوز في هذه المواجهة التي لعبت بتلمسان على فريق اتحاد عنابة بواقع هدفين دون رد وموازاة مع ذلك كانت الإدارة قد ربطت الاتصال مع المدرب حنكوش لتولي زمام العارضة الفنية للفريق حيث باشر عمله بداية من مباراة الجولة الثانية فانهزم في أول ظهور له بسطيف أمام الوفاق بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل واحد وتوقع المتتبعون أن يستغل الفريق فرصة الاستقبال على أرضية ميدانه لمرتين متتاليتين لكل من اتحاد العاصمة ومولودية سعيدة لحساب الجولتين الثالثة والرابعة لتحصيل ست نقاط لكن المفاجأة أن الفريق انهزم فيهما وبنفس النتيجة هدفين مقابل واحد ولو انه استطاع أن يحدث المفاجأة في الجولة الموالية ويعود بالزاد كاملا من أمام شبيبة بجاية، لكن هذه الاستفاقة لم تدم طويلا وعاد الفريق إلى سلسلة التعثرات فدشنها بتعادل بميدانه أمام اتحاد الحراش وهزيمة بالخروب ثم تعادل آخر بقواعده أمام البليدة فهزيمة أخرى بتيزي وزوعلى يد الكناري وهي النتائج التي كانت كفيلة بإقالة المدرب حنكوش. الحصيلة بقيادة حنكوش كانت سلبية : وبلغة الأرقام فإن حصيلة الفريق في الثماني مواجهات التي قاده فيها المدرب حنكوش تعد جد سلبية إذ بالرغم من الوداد لعب أربع مقابلات بميدانه فهو قد جمع خمس نقاط فقط ثلاثة منها كانت خارج ملعبه أي انه ضيع عشر نقاط كاملة بملعبه ،ناهيك على أن مستوى الفريق بدأ يسير وفق منحنى تنازلي وهو ما جعل الكثير من المتتبعين يتوقعون بان أمر السقوط آت لامحالة. مباشرة مع مباراة الجولة العاشرة تولى المدرب عبد القادر عمراني زمام العارضة الفنية للوداد حيث استقبل فريقه مولودية العاصمة وانهزم أمامه بهدفين لواحد ثم تنقل إلى العلمة وعاد بتعادل من هناك قبل أن يفوز على الحمراوة بملعب العقيد لطفي ثم ينهزم أمام شباب بلوزداد بالعاصمة ويلحق بعدها بأهلي البرج هزيمة ثقيلة قوامها خمسة أهداف مقابل واحد قبل أن ينهي مرحلة الذهاب بهزيمة على يد الشلفاوة بملعب بومزراق. الإستقدامات الفاشلة لم تكن الاستقدامات التي قام بها الوداد قبل انطلاقة البطولة ناجحة بدليل انه لم يستفد تقريبا من أي لاعب من ضمن السبعة الذين جلبهم والبداية كانت بالحارس حجاوي الذي وقع في سوء تفاهم مع المدرب وتم الطلاق بينه بين الفريق منذ لقاء الجولة الحادية عشرة، أما برملة فطالب بتغيير الأجواء وانتقل إلى مولودية العاصمة في حين تم الاستغناء عن خدمات قديدر وبن شنعة وكذا مقشيش وحتى زازوة وبوخاري اللذان تم الاحتفاظ بهما ظلا يعانيان من الإصابة بدليل انه أنهما لم يلعبا سوى دقائق تحسب على أصابع اليد الواحدة . بغية سد النقائص المسجلة على التشكيلة جلب الفريق خلال فترة الميركاتو كلا من بوسحابة، مباركي،سامر ، ايت حملات،وكاروليس ليضافوا إلى الثنائي رابطة ولازا راف المستقدمان منذ لقاء الجولة التاسعة وهما اللذان كانا بدون فريق بسبب توقف فريقهما وداد بن طلحة عن الممارسة وقد استطاعا هؤلاء أن يعطوا بعض الإضافة إلى التعداد السابق خاصة الملغاشي كاروليس الذي اظهر مستوى جيدا رغم انه لم يسجل أكثر من هدفين وهو العدد الذي سجله كذلك سامر ومباركي ولو أن كاروليس لم يكن محظوظا حيث يكون قد أنهى الموسم مبكرا بفعل إصابة تعرض لها أمام شبيبة القبائل . ثلاثة مدربين ومرتبة أخيرة: كخلاصة يمكن القول بأن الوداد بصدد دفع ضريبة اللااستقرار الذي ميز مسيرته بعدما فقد ابرز ركائزه مع بداية الموسم وعدم قدرته على تعويضهم رغم انتدابه لأربعة عشرة لاعبا جديدا وتداول ثلاثة مدربين على عارضته الفنية ظل يصارع في مؤخرة الترتيب في انتظار حدوث معجزة تقيه من السقوط إلى جحيم القسم الثاني.