أكد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، أول أمس، أن إسداء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وسام الاستحقاق الوطني برتبة “أثير” للمجاهد طاهر زبيري يؤكد”النهج الوطني الأصيل المكرس للقيم الوطنية النبيلة تحت قيادته”، معتبرا المجاهدون نبراس الأمة يحملون قبسا من نور الثورة التحريرية المباركة. اعتبر بن صالح خلال كلمة ألقاها بمناسبة مراسم إسداء هذا الوسام، هذا التكريم”لفتة جليلة المغزى وكبيرة الدلالة، تؤكد النهج الوطني الأصيل المكرس للقيم الوطنية النبيلة تحت قيادة الرئيس بوتفليقة”. وقال بن صالح خلال هذه المراسم التي حضرها وزير المجاهدين الطيب زيتوني والأمين العام للحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس وأفراد من أسرة المجاهد الزبيري أن”ما فتئ المجاهد الرئيس بوتفليقة يشمل رفاقه المجاهدين بالرعاية (…) فهم نبراس الأمة يحملون قبسا من نور الثورة التحريرية المباركة وينيرون للأجيال الناشئة طريق المستقبل غدا”. كما أبرز بن صالح أن إسداء هذا الوسام يعد رسالة يؤكد من خلالها رئيس الجمهورية على أن مثل هذه الشخصيات الوطنية” هي ذخر الأمة وهي من خيرة النخب التي تعول عليها الجزائر في صون وحدتها وفي حماية إنجازاتها التي تحققت بفضل برنامج الرئيس وبفضل سياسة المصالحة الوطنية”. وقال بن صالح أن هذه “المناسبة الدالة ” تعيد إلى أذهاننا في رمزيتها إلى تلك التضحيات الكبيرة والمعاناة القاسية التي عانى فيها إخواننا المجاهدون ومنهم الأخ الطاهر زبيري الذي يعد من طلائع جيل نوفمبر وقادة الثورة الكبار الأوائل، تعرفه وتشهد على إقدامه وبطولاته أحراش جبال الأوراس الأشم”. وبالمناسبة، أشاد بن صالح بالمسيرة النضالية للمجاهد زبيري، الذي كما قال، تفتحت عيناه على جرائم الاستعمار البغيض وكان منذ صباه المبكر متشبعا بتلك الروح الوطنية الوقادة حين انضم في 1950 إلى حزب الشعب الجزائري، ولم يطل الزمن حتى دوت الثورة التحريرية المباركة فاحتضنها المجاهد وسجل اسمه بأحرف من ذهب في التاريخ بانضمامه لأول فوج مسلح من المجاهدين بقيادة الشهيد البطل باجي مختار. وخاض المعارك ببسالة إلى أن اعتقل وحكم عليه بالإعدام قبل أن يفر مع ورفاقه السجناء ومنهم الشهيد مصطفى بن بولعيد من سجن الكدية بقسنطينة ليعين قائدا للفيلق الثالث بالقاعدة الشرقية مستحقا بعد ذلك رتبة رائدا وعضو في مجلس قيادة القاعدة الشرقية، ثم قائدا للولاية الأولى (الأوراس) سنة 1960، يضيف بن صالح. كما تطرق بن صالح، إلى مسيرة المجاهد بعد الإستقلال خاصة ما تعلق بالمسؤوليات التي تقلدها وأبرزها قيادة الأركان العامة للجيش الوطني الشعبي، وعضويته لقيادة الثورة بعد سنة 1965 إلى غاية عضويته بمجلس الأمة إلى غاية اليوم. وأبدى بن صالح اعتزاز مجلس الأمة” بوجود مجاهدٌ من وزن ومكانة الأخ الطاهر زبيري الذي تَشهد على مآثره وخصاله أحراشُ جبال الأوراس الأشم والجزائر…، يضيف”خاصة وأنه لم يَتَلق علوم العسكرية والقتال في المدارس والأكاديميات… بل كان قائدًا عسكريًا شرب من مدرسة الثورة المباركة وتشبّع بها.. وحمل مع رفاقه الشهداء والمجاهدين شعلتها إلى أن بزغ فجر الحرية والاستقلال”. وقال بن صالح”إن هذا الرصيد النضالي الوطني الذي تميزت به المسيرة الثورية للمجاهد الطاهر زبيري، وهذا الرصيد الذي لا تختزله الكلمات هو ما يجعلنا في هذه الوقفة الرمزية اليوم أمام واجب الاعتراف والتقدير لما قدمه المجاهد الطاهر الزبيري مع جيل خالد في التاريخ، تحمل مشاق وأعباء إطلاق شرارة الثورة وخوض أتونها وأهوالها متصديا للحديد والنار بصدور يملاها الإيمان بالجزائر الحرة”، مضيفا”حتَّى صارت الثورة المباركة منارة وقدوة وما زالت نموذجًا متفردًا في العالم”. بدوره، أعرب طاهر زبيري عن”امتنانه واعتزازه الكبير” بهذا التكريم موجها أسمى عبارات التحية والتقدير لرئيس عبد العزيز بوتفليقة وبن صالح.