قرر حزب العدالة والتنمية المغربي الذي يرأس الحكومة في المغرب، إرسال وفد له إلى الجزائر للقاء قيادات حزبية، من دون أن يسمها، ولم تحدد لحد السّاعة هذه الأطراف السياسية الجزائرية التي يبحث حزب سعد الدين العثماني لقاءها في إطار الدفع بالمبادرة المغربية للحوار والتشاور مع الجزائر. قال سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية، في تصريح لموقع "هسبريس" الالكتروني المغربي، إنه "سيتم الشروع في تنزيل إجراءات القرار المتخذ" في دورة الأمانة العامة للحزب الداعية إلى ربط اتصالات مع أحزاب جزائرية من أجل البحث عن طريق سياسي لتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين بعد الدعوة الملكية التي طرحتها الرباط للجزائر في ذكرى احتلال الصحراء الغربية، ولم تثر هذه الدعوة أي رد رسمي من الحكومة أووزارة الخارجية الجزائرية. ونفى فؤاد سبوتة المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني، في تصريحات إعلامية أن يكون حزب العدالة والتنمية الذي يرأس الحكومة المغربية قد اتصل بهم في إطار فتح نافذة للحوار بين الحزبين، مشيرا إلى أن "الأفالان" سيتخذ موقفه النهائي حينما يقع الاتصال بين الطرفين. واستطرد المكلف بالإعلام في "الأفالان" بالقول: "إذا كان لهذا الحزب اقتراحات فليقدمها للملك وهوبدوره يفتح من خلالها قنوات دبلوماسية لتمريرها للجزائر". وأضاف القيادي في جبهة التحرير الوطني أن حزبه "لا يتدخل في شؤون السياسة الخارجية للدولة التي هي من صميم مهام رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية وهما المخولان باتخاذ المواقف الرسمية"، وتابع سبوتة قائلا: "لا نعرف لحد الساعة الخطوط العريضة لمبادرة العاهل المغربي" ولذلك يرفض "الأفالان" التعليق عليها. في السياق ذاته، أكدت أحزاب جزائرية أخرى من المعارضة وهي التي لديها علاقات جيدة مع أحزاب مغربية سواء تلك المتواجدة في الحكومة أوفي المعارضة علمها بمبادرة حزب العدالة والتنمية لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني. “.. حمس” و”الأفافاس” على خطى “الأفالان” وقال فاروق طيفور المكلف بالشؤون السياسية في حركة مجتمع السلم التي تنتمي إلى نفس تصنيف حزب العدالة والتنمية المغربي وهي "جماعة الإخوان"، إن “حمس” "لا تتفاعل ولا تبدي موقفا من مجرد بيان حزبي". وهو نفس الموقف الذي اتخذه يوغرطة عبو المكلف بالاتصال في جبهة القوى الاشتراكية، الذي أكد أن "الأفافاس" "لم يتلق اتصالا من الحزب المغربي.. وأن لكل مقام مقال". وثمن حزب رئيس الحكومة المغربية، في بلاغ صادر عن اجتماع للأمانة العامة، دعوة الملك محمد السادس إلى إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور مع الأشقاء بالجزائر، وذلك لمعالجة واقع التفرقة والانشقاق داخل الفضاء المغاربي، وهو الواقع الذي يتناقض مع القواسم المشتركة لشعوب المنطقة. وقال الحزب في بيان له نشره على موقعه الرسمي مساء أول أمس، "قررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، تنظيم زيارة لبعض الأحزاب الجزائرية من أجل بحث سبل الإسهام في تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين وتجاوز كل الخلافات التي تحول دون تطوير مختلف مستويات التعاون بينهما". وحسب البيان فقد جاءت القرارات "بعد اجتماع برئاسة الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، ومحاولة لتطبيق المضامين الهامة التي حملها الخطاب الملكي".