* نشطاء يتساءلون: هل ما زال المشككون في محاسبة رموز نظام بوتقليقة على موقفهم ! تظاهر الجزائريون أمس، الجمعة، مجددا، معلنين دعمهم لحملة مكافحة الفساد التي شملت اعتقال مسؤولين بارزين سابقين، ومؤكدين تمسكهم بمطلبهم القديم بإبعاد رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة من إدارة المرحلة الانتقالية. وفي الجمعة السابعة عشرة من الحراك الشعبي، خرج آلاف الجزائريين مجددا نحو ساحة البريد المركزي وفي شوارع رئيسية بالعاصمة، كما خرجت مظاهرات في مدن أخرى على غرار الجمع السابقة. ولوحظ انتشار مكثف للشرطة بساحة البريد المركزي التي اغلقت بطوق أمني مزدوج من عناصرها ومركباتها التي تم ركنها بعين المكان. كما انتشرت الشرطة بكثافة في أهم ساحات وشوارع العاصمة الجزائرية. وأقامت قوات الدرك الوطني حواجز امنية ونقاط مراقبة على مداخل العاصمة الشرقية والجنوبية الغربية ما تسبب في زحمة سير. بدورها فرضت الشرطة مراقبة مشددة على الطريق السريع الرابط بين المطار بمنطقة الدار البيضاء شرقي العاصمة ووسط المدينة. وأوقفت سلطات مدينة الجزائر حركة المواصلات العامة لمترو الأنفاق وخدمة الترام وقطارات الضواحي والخطوط الطويلة نحو شرق وغرب البلاد. وطغت على مظاهرات أمس، الشعارات المؤيدة للحملة على الفساد بعد اعتقال مسؤولين سابقين في مقدمتهم اثنان من رؤساء وزراء في عهد بوتفليقة، وهما أحمد أويحيى وعبد المالك سلال اللذان نقلا مع آخرين إلى سجن الحراس بالعاصمة. ورحب المتظاهرون باعتقال العديد من المسؤولين السابقين بشبهة الفساد، وطالبوا السلطات بالاستمرار في هذه الحملة، معتبرين أن من جرى اعتقالهم حتى الآن شاركوا في نهب المال العام. وحمل متظاهرون في العاصمة لافتات كتب على بعضها “سجن الحراش يقول: هل من مزيد؟”، و”بنيتو الحباس.. تدخلو قاع” (بنيتم السجون والآن تدخلونها جميعا). وكان عشرات الجزائريين تجمعوا أمام سجن الحراش أثناء نقل الوزير الأول السابق رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى إلى هذه المنشأة العقابية. وغصت المنصات الإجتماعية بمنشورات وتغريدات منذ الخميس تعبر عن دعمها وارتياحها لسجن مسؤولين بارزين من نظام بوتفليقة. وغرد نشطاء على المنصات الإجتماعية متسائلين هل ما زال المشككون في محاسبة رموز نظام بوتقليقة على موقفهم، في حين طالب آخرون بضرورة استدعاء الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة من طرف القضاء كونه المسؤول الأول عن الفساد في حقبته. وغرد آخرون بصور لسجن الحراش شرقي العاصمة الذي يقبع فيه المسؤولون الذين تم سجنهم وعلقوا بالقول “من إقامة الدولة إلى إقامة الحراش”.