صنعت قرارات العدالة بإيداع كل من الوزير الأول السابق أحمد وأويحيى والوزير الاول سابقا عبد المالك سلال ووزير التجارة سابقا عمارة بن يونس الحبس الموقت بتهم فساد، الحدث، خلال مسيرات الجمعة 17 اليوم. وتراوحت أراء المتظاهرين بين من عبر عن نشوته بسجن المسؤولين السابقين في الحكومة وبين من طالب بمحاسبة مسؤولين آخرين، فيما اعتبر آخرون أن ذلك غير كاف حيث تمسك متظاهرون بشعارات رحيل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح وحكومة نور الدين بدوي وتنظيم مرحلة انتقالية. لم يتخلف سكان الجزائر العاصمة، أمس، عن مسيرات الجمعة السابعة عشرة من عمر الحراك الشعبي الذي انطلق في 22 فيفري الماضي، وطغت على جمعة أمس شعارات تواكب الأحداث المتسارعة التي شهدتها البلاد في 48 ساعة والتي شملت إيداع الوزيرين الأولين السابقين أحمد أويحي وعبد المالك سلال إضافة إلى وزير التجارة السابق عمارة بن يونس. ومثل الجمعات الماضية، شهدت مداخل العاصمة الجزائر، سواء من الجهتين الشرقية و الغربية، اختناقا مروريا رهيبا، بسبب كثرة الحواجز الأمنية التي تم تنصيبها منذ ليلة الخميس، وهو الأمر الذي حال دون التحاق الكثيرين بالحراك الشعبي في الجزائر العاصمة، بينما تمكن الذين نجحوا في الوصول إلى الجزائر العاصمة في صنع أجواء استثنائية، وكانت بداية تظاهراتهم عبر ساحتي موريس أودان والبريد المركزي اللتان شهدتا انتشارا أمنيا مُكثفا، حاملين الرايات الوطنية وعلب ” الياغورت ” بين أيدهم كأسلوب للتعبير عن فرحهم بإيداع أويحي السجن المؤقت في وقت ردد آخرون شعارات لطالما صدحت بها حناجر الشباب في مدرجات الملاعب على غرار ” بنيتوا الحباس … تدخلوا قاع ” و ” أولاد فرنسا ديغاج ديغاج ” . وتزايد عدد المتظاهرين بعد التحاق المئات من المصلين من المساجد المنتشرة في وسط الجزائر العاصمة ، أين أصبحت الشوارع ممتلئة عن آخرها بآلاف المتظاهرين بكل من شارع حسيبة بن بوعلي، العربي بن مهيدي ونهج باستور وديدوش مراد، خاصة وأن الجمعة السابعة عشرة شهدت مشاركة عائلات بأكملها وكبار في السن، ورجال ونساء خرجوا للاحتفال بإيداع رموز النظام السابق السجن المؤقت والمطالبة برحيل بقاياه على غرار بدوي وطاقمه الحكومي وكذا رئيس الدولة عبد القادر بن صالح. وردد المتظاهرون شعارات عديدة على غرار ” ترحلوا جميعا، تتنحاو قاع ” و ” كليتو البلاد يا السراقين ” إضافة إلى شعارات أخرى تؤكد على سلمية المظاهرات حيث رددوا شعارات ” الجزائريون خاوة خاوة ” وشعارات أخرى دعوا من خلالها إلى استرجاع أموال الشعب المنهوبة حيث برزت يافطات بيضاء كتب عليها” الشعب يريد استرجاع المسروقات، لا رحمة عند محاسبة العصابات “. واكتفت مصالح الأمن مثل الجمع الماضي بغلق نفق الجامعة المركزية، حيث أحاطت جميع مداخله سواء المطلة على نهج باستور أو على شارع محمد الخامس بشاحنات قوات مكافحة الشغب.