تظاهرت، أمس، حشود من الجزائريين في العاصمة، والمدن الأخرى في الجمعة 34 منذ بداية الحراك الشعبي، من أجل الإصرار على المطالب المرفوعة منذ بداية المظاهرات، وكذا مسايرة الأحداث التي تعرفها البلاد، مثل رفع شعارات رافضة لقانون المحروقات الجديد. وبدأت المظاهرات في الصباح في العاصمة، لكنها أخذت زخما كبيرا كالعادة بعد صلاة الجمعة. وانتشرت قوات الأمن عبر الشوارع الرئيسية، وخاصة تلك المؤدية إلى ساحة البريد المركزي منذ الصباح تحسبا لهذه المظاهرات، التي جاءت لتؤكد عزم الجزائريين على إبقاء ورقة الضغط هذه إلى غاية استجابة السلطة لمطالب الحراك، وفيما قالت تقارير أن هناك تضييق على مداخل العاصمة بالنسبة للقادمين من ولايات أخرى، فإن شهادات أخرى قالت العكس. وفي ولاية البويرة، توافدت الجماهير من مختلف الأحياء على ساحة الشهداء بوسط مدينة البويرة بعد صلاة الجمعة للمشاركة في المسيرات الشعبية للمطالبة بالتغيير وتحقيق مطالب الشعب. ولم يختلف الأمر في كل من البليدة وبجاية وميلة والشلف، أين حافظ المتظاهرون على وتيرة المسيرات السابقة للمطالبة بالتغيير بنفس الإصرار والتحدي، حاملين لافتات ومرددين شعارات رافضة لاستمرار وجوه النظام البوتفليقي، إضافة إلى مطالب بإطلاق سراح معتقلي الحراك، والتنديد بما تعرض له الطلبة والصحافيون في مسيرة الثلاثاء الماضي. وتبين من خلال بعض اللافتات المرفوعة أن الحراكيين يتابعون التطورات على الساحة السياسية وحتى الاقتصادية ويترجمونها في شعارات ولافتات، مثل تلك التي تقول "الذهب الأسود والسلطة ملك للشعب"، في إشارة إلى قانون المحروقات الجديد الذي يثير جدلا واسعا، خاصة بعد تصريح وزير الطاقة الذي قال إن وزارته استشارات الشركات النفطية العالمية قبل صياغة هذا القانون، وهو كلام أثار ضجة كبيرة، لأن المفروض أن القانون يأتي ليحفظ مصالح الجزائر والجزائريين، التي تتعارض غالبا أو حتما مع مصالح الشركات النفطية العالمية. كما أن الحكومة هي من المفروض "حكومة تصريف أعمال" ولا يحق لها الخوض في هذا المشروع، المفروض عرضه أمام البرلمان الأحد المقبل.