أبدى المخرج المسرحي محمد شرشال تعاطفه مع وزيرة الثقافة نادية لعبيدى، رافضا الاتهامات التي طالتها مؤخرا من طرف رئيسة حزب العمال لويزة حنون والتي تتعلق بتبديد المال العام، قائلا "يكفي أن الوزيرة نادية لعبيدي رفضت سياسة التهميش التي كرستها الوزيرة السابقة، ويكفي أنها فتحت الباب أما الشباب المبدع لتقديم ما لديه". وأضاف المتحدث خلال ندوة صحفية نشطها أمس بالمسرح الوطني للحديث عن عمله الجديد الموسوم ب"الهايشة" أن وزيرة الثقافة نادية لعبيدي حاولت ومنذ إشرافها على الوزارة تقديم الكثير للقطاع الثقافة الذي كان يعاني من مشاكل عديدة ساهمت في قتل الإبداع الفكري والعملي لدى الفنانين والكتاب، وأضاف أن سبب غيابه عن الساحة الثقافية هو التهميش الذي طاله من الوزيرة السابقة التي كرست حسبه مبدأ البيروقراطية، والذي ارجع لها السبب أيضا ما تشهده تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية قائلا "ما يحدث في قسنطينة هو من مخلفات الوزيرة السابقة". وبخصوص الصعوبات التي تلقها في عمله المسرحي الجديد "الهايشة" والذي يعد ثالث عمل ينتجه المسرح الوطني هذه السنة بعد مسرحية "معاق ولكن…" ومسرحية "صفية"، يقول المتحدث "إن أكثر ما عانيته في إنتاج هذا العمل هوغياب الانضباط المهني وانعدام التخصص الفني لدى بعض المشاركين في إنتاج العمل، ومشكل التماطل في الوقت". وعن فكرة العرض وتسميته يقول محمد شرشال الذي عاد إلى خشبة المسرح بعد غياب دام سبعة سنوات نتيجة التعسف الذي طاله من الوزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي، أنه أراد من خلال هذا العمل أن يسلط الضوء على العنف الذي أضحى يطبع المجتمع الجزائري بعد العشرية السوداء، قاصدا العنف الأسري، والعنف الموجه ضد المرأة، والأخر الموجه ضد الرجل" وذلك في قصة "البشير" وهو موظف بسيط، إنسان انعزل عن مجتمعه لأنه أصبح لا يتوافق مع تصرفاتهم، لكن الناس لم يتركوه وشأنه، فحاولوا وحسب كل موقع كل منهم لإدماجه في المجتمع، مجتمع يقول المتحدث أصبح بممارساته المتناقضة يتحول تدريجيا إلى كائنات حيوانية، وهي ظاهرة حسبه انتشرت بصورة سريعة أصبحت شاملة إلى درجة أصبحت الحيوانية أمرا طبيعيا وأصبحت تمثل رقي الفرد. وبخصوص اقتباسه لهذا النص لأرجين يونيسكو عن نص "الريانوسيروس" يقول محمد شرشال انه أخذ من النص الأفكار التي تتناسب مع المجتمع الجزائري بمبادئه وقيمه. للإشارة، سيتم تقدم العرض الشرفي لهذه المسرحية التي يشارك في تجسيد أدوارها كل من عديلة سوالم، عبد الكريم بن خرف الله، طارق بوعرعارة، رضوان مرابط، إلى جانب فرقة من البالي الوطن يوم الخميس المقبل، على أن تكون لها جولة فنية لم يحدد بعد برنامجها العام. كما تجدر الإشارة، إلى أن المخرج المسرحي محمد شرشال يعتبر من أهم الأسماء المسرحية الجزائرية المعاصرة ككاتب ومخرج مسرحي ،حاصل على العديد من الجوائز الكبرى في المسرح أهمها جائزة المهرجان الاورو-متوسطي سنة ، 2002بالاضافة إلى انجازات مسرحية وتلفزيونية ناجحة منها السلسلة التلفزيونية "جمعي فاميلي" التي نالت شهرة واسعة وسط العائلة الجزائرية.