بدأ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في تشكيل فريقه الرئاسي، بعد يومين من أدائه اليمين الدستورية واستلام مهامه رسميا، في انتظار الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة في وقت لاحق. وأعلن بيان للرئاسة، أمس أن الرئيس تبون قرر تعيين مدير حملته الانتخابية محمد الأمين مساعيد أميناً عاماً جديداً للرئاسة الجمهورية، بعدما عمل مساعيد في منتصف عام 2017، رئيساً لديوان تبون في الفترة القصيرة التي ترأس فيها الحكومة بين جوان، وأوت 2017. وأعلن نفس المصدر عن تعيين السفير السابق نور الدين عيادي مديراً لديوان رئاسة الجمهورية، في انتظار تعيين مدير للإعلام، إذ يرتقب أن تسند المهمة إلى المتحدث السابق للحملة الانتخابية لتبون، الأستاذ الجامعي محمد لعقاب. وعين تبون في 12 نوفمبر الماضي محمد الأمين مساعيد (68 عاماً) مديراً جديداً لحملته الانتخابية، قبل أن يتعرض لوعكة صحية مفاجأة بسبب “نزلة برد حادة” كما جاء في بيان أصدرته زوجته، أشارت فيه إلى أن الأطباء ألزموه بفترة نقاهة. ويعد الأمين العام الجديد للرئاسة أكثر الشخصيات، التي تولت منصب مدير ديوان في الحكومة منذ عهد الرئيس الأسبق اليامين زروال (1994 – 1999)، حتى أنه يوصف ب”الصندوق الأسود للحكومات الجزائرية”. وبدأت رحلة مساعيد، في منصب مدير ديوان الحكومة، منذ عهد رئيس الحكومة الأسبق مقداد سيفي (1994 – 1995)، كما شغل المنصب ذاته في بعض الحكومات التي شكلها الوزير الأولين الأسبقين أحمد أويحيى وعبد المالك سلال المحكوم عليهما بالسجن. وأعاد عبد المجيد تبون محمد الأمين مساعيد إلى منصب مدير ديوان الحكومة بعد تعيينه وزيرا أول في ماي 2017. أما نور الدين عيادي، فهو ثاني شخصية دبلوماسية يعينها الرئيس عبد المجيد تبون في أحد أهم المناصب في الدولة. ودخل عيادي الرئاسة للمرة الأولى في أفريل الماضي، بعد أن عينه الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح في 27 من الشهر ذاته في منصب أمين عام للرئاسة. وبات العيادي (63 عاماً) اليوم “الرقم الثاني” في الرئاسة، بعد تعيينه مديراً لديوان رئيس الجمهورية، وهو من الشخصيات التي تخرجت من المدرسة الوطنية للإدارة عام 1983. وهو أيضا من الدبلوماسيين الجزائريين المخضرمين، حيث شغل عدة مناصب في الخارجية الجزائرية، من بينها مسؤولاً بمديرية الشؤون السياسية بالإدارة المركزية لوزارة الخارجية ومدير قسم أمريكا اللاتينية، ثم أميناً عاماً للخارجية الجزائرية في 2017. وكان عيادي من الشخصيات الدبلوماسية الجزائرية التي شاركت في مسار الحوار الشامل والسلم والمصالحة لحل الأزمة في جمهورية مالي منذ جوان 2014. كما كلف عيادي أيضا بملفات عمل الجزائر الخارجي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية خلال عمله في وزارة الخارجية. وبخصوص تشكيل الحكومة، لا يعرف ما إذا كان الرئيس تبون سيجري مشاورات سياسية قبل الإعلان عن تشكيلة الوزراء، خاصة وأن الدستور يلزمه بالتشاور مع حزب الأغلبية النيابية، لكن الظروف السياسية الراهنة قد تدفع تبون إلى تلافي ذلك في الوقت الحالي. وتتداول بعض المصادر الإعلامية اسم وزير العمل حسان تيجاني هدام لرئاسة الحكومة الجديدة، لكونه أحد أبرز الوجوه الشابة في الحكومة الحالية، فيما أكدت مصادر أخرى أنه أيضا جرت “اتصالات جدية مع وزير الاتصال السابق وسفير الجزائر الأسبق في مدريد عبد العزيز رحابي، لتولي رئاسة الحكومة، بخاصة وأن الأخير يعد منسق مؤتمر المعارضة، وتعيينه قد يسهم في تهدئة الوضع السياسي وتشكيل حكومة توافق وطني ترضي الحراك الشعبي”.