يقوم صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، بزيارة رسمية إلى الجزائر الثلاثاء تستغرق يوما واحدا، حسبما أفاد به الاثنين بيان لرئاسة الجمهورية. وأوضح المصدر ذاته أنه “خلال هذه الزيارة يجري رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، محادثات مع سموه تتناول تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك”. المحادثات يرتقب أن تتناول العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة العربية، وأبرزها الأزمة الليبية والقضية الفلسطينية. وتعد زيارة أمير قطر إلى الجزائر ثالث زيارة من نوعها لمسؤول أول في دول صديقة إلى الجزائر، في عهد الرئيس عبد المجيد تبون بعد زيارة أولى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان نهاية شهر يناير الماضي، والرئيس التونسي قيس سعيد بداية شهر فبراير الجاري. وتأخذ الأزمة في ليبيا حيزا هاما من النقاش السياسي بين المسؤولين في الجزائروقطر، وخاصة أن الجزائر تسعى للحصول على دعم القوى المتدخلة والمؤثرة في المشهد الليبي لمبادرتها بعقد مؤتمر حوار ليبي ليبي في الجزائر لحل الأزمة. وبحسب المحلل السياسي محمد ولد الصديق ، أن “الدوحة لاعب مهم في الأزمة الليبية، وفي حال حصلت الجزائر على دعم الدوحة لمبادرتها فسيكون الأمر مهما بالنسبة لها، وخاصة أن الجزائر تواجه أيضا مزاحمة في المبادرة نفسها من قبل الرباط بدعم فرنسي ومن دول خليجية أخرى لا تريد للجزائر أن تلعب هذا الدور” حسب ما نقله موقع “العربي الجديد”. وسبق لأمير قطر تميم بن حمد أن زار الجزائر خلال شهر نوفمبر 2016، كما كان أمير دولة قطر قد زار الجزائر في إبريل 2014، في زيارة كانت قد أثارت حينها جدلا لافتا لكونها جاءت عشية الانتخابات الرئاسية في الجزائر، والتي كان الرئيس السابق بوتفليقة قد ترشح لها برغم مرضه وغيابه عن المشهد المحلي. ويجسد مشروع الشركة الجزائريةالقطرية للحديد الصلب في منطقة بلارة بولاية جيجل، والذي ضخت فيه استثمارات بقيمة ملياري دولار أميركي، وبطاقة إنتاجية تفوق 400 مليون طن، أبرز مشاريع التعاون الاقتصادي بين البلدين، إضافة إلى مجموعة أوريدوللاتصالات التي تسيطر على جزء هام من سوق خدمات الاتصالات في الجزائر. وبحسب السفير الجزائري الجديد في قطر مصطفى بوطورة، في خطاب ألقاه في الدوحة خلال احتفالات بذكرى اندلاع الثورة التحريرية نهاية نوفمبر الماضي، فإن الجزائر تراهن على مضاعفة الاستثمارات القطرية في الجزائر، وفتح خط للخطوط الجوية الجزائرية، وكذلك خط ملاحي يربط بين ميناءي الجزائر وحمد لترقية الصادرات الجزائرية إلى السوق القطرية، وكذا فتح فرع لبنك قطر الوطني في الجزائر. وتدرس اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين التي ستجتمع في وقت لاحق، وكذا اجتماع مجلس رجال الأعمال الجزائريينوالقطريين مشاريع لتطوير التعاون والاستثمارات المشتركة في مجالات الزراعة والسياحة والخدمات والصحة والطاقات البديلة.