طالب خبراء دوليون وصينيون المجتمع الدولي بتعزيز الجهود، وتجاوز الاختلافات لمحاربة فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19)، الذي أصبح “عدوا مشتركا يهدد البشرية”. جاء ذلك خلال كلمات عدة خبراء، مساء الثلاثاء، في النسخة الأخيرة من مؤتمر “فيجن تشاينا” بعنوان “مكافحة كورونا.. نحن جميعا معا”، الذي تشترك في تنظيمه صحيفة “تشاينا ديلي” الصينية وجامعة “تسينجهوا”. وشارك في المؤتمر الذي بث من بكين عبر الإنترنت لجمهور عالمي، خبراء وعلماء مشهورون، وممثل منظمة الصحة العالمية وأشخاص عاديون من ووهان، المدينة الأكثر تضررا في الصين، الذين تبادلوا وجهات نظرهم وقصصهم حول مكافحة المرض. وقالت تشن شو، رئيسة مجلس جامعة تسينجهوا، في كلمة افتتاحية: “إن أمن الصحة العامة تحدٍّ مشترك يواجه جميع البلدان، وكوفيد-19 هو العدو المشترك للبشرية جمعاء”. وأضافت: “التضامن والتعاون هما أقوى الأسلحة لمحاربة الفيروس، والمسار الوحيد الفعال للعمل”. من جانبه، قال تشو شوتشون، رئيس تحرير صحيفة “تشاينا ديلي”، فى كلمته الافتتاحية، إن العالم كله يحارب الآن ضد عدو مشترك هو “كوفيد-19”. وأشار إلى أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قال منذ ظهور الوباء إن بكين تتمسك بمفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، ويدعو الدول إلى الاتحاد في بناء مجتمع يتمتع بصحة مشتركة. وأضاف تشو أن “الوباء، سريع الانتشار، وضع جميع الأشخاص في القارب نفسه. هذا وقت الوحدة والتضامن. هذا وقت إعمال العقل وتحمل المسؤولية”. ولفت إلى أن التضحيات التي تحملها الشعب الصيني أسهمت في كبح انتقال الفيروس، ما منح بقية العالم الوقت الثمين للاستعداد للأزمة التي تلوح في الأفق. ونوه بأنه في الوقت الذي حشد فيه المجتمع الدولي لمساعدة الصين في وقت الحاجة، سارعت بكين إلى مد يد المساعدة للبلدان الأخرى في تبادل المعرفة والمساعدة المادية. وذكر أن جامعة “تسينجهوا” حققت إنجازات في أبحاث الأجسام المضادة واللقاحات، وأتاحت وصولا مفتوحا للباحثين العالميين إلى مواردها ومنصاتها لاكتشاف الأدوية. بدوره، قال بروس أيلوارد، المستشار الأول للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إنه معجب بجهود الصين في مكافحة تفشي المرض بعد أن زار البلاد في فبراير/شباط الماضي. وأكد أن إحساس الناس بالمسؤولية الاجتماعية جزء لا يتجزأ من الثقافة الصينية، وأن الخبرات في مكافحة تفشي متلازمة “الالتهاب الرئوي الحاد” (سارس) عام 2003، هي المفتاح في دعم مكافحة الصين للفيروس المستجد. ولفت إلى أن استجابة الصين من خلال التشخيص السريع والعزل والعلاج ساعدت بشكل فعال في احتواء تفشي المرض. واعتبر الدبلوماسي الصيني، خه يافي، أن استجابة العالم للوباء كانت “مجزأة إلى حد كبير”، ودعا إلى مزيد من التضامن والوحدة. بينما قال جيم أونيل، رئيس معهد “تشاتهام هاوس” الملكي للأبحاث والسكرتير التجاري السابق لوزارة الخزانة البريطانية، إن الاقتصاد العالمي يواجه أزمة أكبر مما كانت عليه عام 2008، محذرا من أن الوضع أكثر تعقيدا؛ لأن هذه الأزمة أثارتها الصحة العامة وليس الاقتصاد. وقال أونيل في خطابه: “نحن بحاجة إلى السرعة والخيال والعزم حول العالم، وإذا لم نفعل، فإن الركود الذي دخل فيه العالم بالفعل وبشكل حتمي في الأسابيع القليلة الماضية سيصبح أكثر شدة”.