في أواخر شهر مارس الماضي، أحرق الأسير أيمن الشرباتي غرفة السجانين في سجن نفحة، احتجاجًا على إهمال إدارة سجون الاحتلال لأوضاع الأسرى الصحية في ظل تفشي فايروس كورونا، ومنذ ذلك الحين لا تعلم العائلة شيئًا عن مصيره. والأسير الشرباتي (52 سنة)، معتقلٌ منذ سنة 1988، ويقضي حكمًا بالسجن المؤبد، على خلفية نشاطه العسكري ضد الاحتلال إبان الانتفاضة الأولى، حيث تم اتهامه بالوقوف خلف عمليات أدت لمقتل مستوطن وإصابة آخرين. وكان الشرباتي قد أحرق غرفة السجانين في قسم 1 بسجن نفحة، يوم 25 آذار/مارس، احتجاجًا على امتناع إدارة سجون الاحتلال عن القيام بأي إجراءات لحماية الأسرى من تفشي فايروس كورونا بينهم. إثر ذلك، نُقِل الشرباتي إلى العزل الانفرادي، ومنذ ذلك الحين لا تعلم عائلته والمؤسسات الحقوقية والمختصة في شؤون الأسرى شيئًا عن مصيره. وقالت العائلة، إن زيارتها الأخيرة له كانت في شهر شباط/فبراير الماضي، قبل شهر من تفشي الفايروس وخطوته الاحتجاجية، وهي الآن تشعر بالقلق الشديد على مصيره، وتتخوف من إجراءات انتقامية جسدية ونفسية تقوم بها سلطات الاحتلال بحقه، خاصة في ظل انقطاع الزيارات. وأوضحت، أن آخر ما علمته عن مصيره بأن إدارة السجن أجرت “محاكمة داخلية” له وفرضت عليه عقوبات قاسية، عُرِف منها حرمانه من الزيارة والمقصف، إضافة لغرامة مالية وتعويضات عن الخسائر التي تقول إن الحريق تسبب بها. من جانبه، قال نادي الأسير ل الترا فلسطين، إن جهة الاتصال الوحيدة في الظروف الحالية هي الصليب الأحمر، إذ أوقفت إدارة سجون الاحتلال جميع الزيارات للأسرى، بما فيها زيارات العائلات والمحامين لهم، مضيفًا أن هذا الإجراء تسبب بالقلق لدى كثير من العائلات نتيجة انقطاع أخبار أبنائها عنها، ومن بينها عائلة الشرباتي الذي يُخشى عليه من إجراءات انتقامية شديدة، خاصة مع تكرر خطواته الاوأضاف، أن النادي يُتابع بكافة الوسائل منذ ساعات للحصول على أية معلومات عن الأسير الشرباتي، وسيعلنها فور حصوله عليها. وأشار إلى الأسرى يواجهون حاليًا أربع مراحل عزل، وهي العزل عن أهاليهم والمحامين والمؤسسات الحقوقية، إضافة إلى العزل الذي يتعرضون له داخل السجون. وناشدت العائلة الشرباتي، رئيس الوزراء محمد اشتية بالتواصل مع الصليب الأحمر من أجل زيارة الأسير أيمن ومعرفة حالته الصحية والجسدية. يُذكر أن الأسير الشرباتي له أربعة أبناء، هم: علاء محمد، حنين، إضافة إلى يارا التي وُلدت بعد اعتقاله، حيث كانت زوجته حاملاً بها لحظة اعتقاله.