تجددت المواجهات التي بدأت الأحد بين محتجين غاضبين يطالبون بوظائف والشرطة، التي أطلقت الغاز المسيل للدمع لتفريقهم، في محافظة تطاوين، الغنية بالبترول والغاز، أقصى الجنوب التونسي، الاثنين وبشكل أعنف، وفق مسؤولين وشهود. واندلعت المواجهات، الاثنين، بعدما طاردت الشرطة المحتجين الذين أحرقوا العجلات المطاطية وقاموا بسد الطرقات الرئيسية وإلقاء الحجارة على عربات الأمن، بينما تدخلت وحدات الجيش لحماية مقرات السيادة والمنشآت العام. يشار إلى أن الاحتجاجات وحالة الاحتقان تصاعدت الأحد واتخذت منحى عنيفاً بعد تدخل الشرطة بالقوة لفك اعتصام تابع ل"تنسيقية اعتصام الكامور" عرقل حركة الشاحنات التابعة لشركات استخراج النفط والغاز في منطقة الكامور، واعتقلت عدداً منهم، ما فجر غضب الأهالي الذين نزلوا إلى الشوارع وأغلقوا الطرقات، ودخلوا اليوم الاثنين في إضراب عام دعا إليه الاتحاد التونسي للشغل، تنديداً بالمعالجة الأمنية للمطالب الاجتماعية. وأعلن الاتحاد العام التونسي للشغل على فيسبوك، الاثنين، أنه تم إطلاق سراح الموقوفين في تطاوين. إلى ذلك قال معز عجرودي أحد سكان تطاوين ل"العربية.نت"، إن "الشرطة تلجأ للقوة منذ الأحد ضد شباب يطالب سلمياً بحقه في الشغل وحق جهته في التنمية، وتطلق الغاز المسيل للدموع في كل مكان"، مضيفاً أنه عاين إصابات وحالات اختناق بين المتظاهرين. وأظهرت صور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي اشتباكات مباشرة بين المحتجين وشرطة مكافحة الشغب، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل لتفريق التجمعات، لكن المتظاهرين تجمعوا من جديد وقاموا بإغلاق الشوارع بالعجلات المطاطية والحجارة لمنع تقدم الشرطة. ..نسب بطالة كبيرة من جانبه، عبّر الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، عن رفضه القطعي للمعالجات الأمنية في فض اعتصام الكامور التي لا يمكن أن تزيد إلا تعقيداً، مؤكدا أن تطاوين تعاني من نسب بطالة كبيرة رغم أنها تزخر بالثروات الطبيعية. وكشف الطبوبي في تصريح لإذاعة محلية أنه اتفق مع رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، أن يتنقل وفد إلى ولاية تطاوين من أجل حوار هادئ وهادف يفضي لنتائج ملموسة ويعطي بوادر أمل لشباب الجهة. من جهتها، قالت وزارة الداخلية في بيان إن عدداً من أفراد قوات الأمن أصيبوا بإصابات متفاوتة الخطورة بعد الاعتداء عليهم من طرف المحتجين، الذين عمدوا إلى محاولة الاعتداء على المجمع الأمني بواسطة الزجاجات الحارقة "مولوتوف" وقاموا بغلق الطريق وتعطيل السير الطبيعي لحياة المواطنين في تطاوين. ويطالب المحتجون السلطات الحالية بتنفيذ اتفاقيات تم توقيعها مع الحكومة السابقة التي كان يقودها يوسف الشاهد، تتضمن وعوداً بالاستثمار في المحافظة وبتشغيل الآلاف من أهالي المنطقة في الشركات النفطية ومؤسسات عمومية مرتبطة بها، كما يطالبون بإطلاق سراح الموقوفين.