وأخيرا كسرت الفتاة الفلسطينية جنان سمارة مسافة طويلة رتيبة عميقه اليمة من الزمن بعد ان تمكنت من معانقة خطيبها عبد الكريم مخضر من قرية عمورية قضاء نابلس بعد ثمانية عشر عاما وراء قضبان الاحتلال الاسرائيلي والذي تحرر يوم الاحد الموافق 27/09/2020. قصة تبرهن بالدليل القاطع على البعد الانساني للقضية الفلسطينية فتجمهر عشرات المحبين للاسير مخضر عند جاجز الجلمة قضاء جنين حيث فتح الحاجز للاسير مخضر القادم من سجن مجدو الذي احكمت قضبانه وزنازينه وابوابه ونوافذه عليه وعلى الاف الاسرى داخل السجون ، فهرعت جنان باتجاه خطيبها ليحتضنا بعض بعد طول الانتظار ، ليعكسا قصة وفاء فلسطينية تجسدت في اكثر من موقف واكثر من مناسبة للعديد من الاسرى وخطيباتهم وزواجتهم وامهاتهم وابنائهم. كانت جنان تحمل بين يديها باقة من الورود وهي في انتظار خطيبها والابتسامة المختلطة بالدمع الغزير فذهبت اليه بخطوات واثقة رغم سرعتها وثقلها في ان فاحتضنته بالتحام شديد لتؤكد انها بقية وفية حتى اخر ساعة من حكمه فهي التي خطبت له قبل ثلاثة اشهر من الاعتقال فلم تتردد او تتزحزح عن ثقتها بانها سوف تلتقي به لان هذه القضبان زائلة بلا محالة. وقالت جنان عقب الالتقاء بخطيبها انها مبسوطة كثيرا والفرحة لا يمكن ان توصفها ولكنها خجولة اليوم امام الاسرى خلف القضبان الذين بقوا وراء عبد الكريم خجولة امام امهاتهم حيث كانت والدتي الاسيرين سامر ابو دياك واحمد ابو خضر من بين من استقبل الاسير عبد الكريم، واعدة ان تكون من مستقبلي الاسيرين لحظة تحررهما الحتمية. انهمكت جنان وبعد انتهائها من معانقة خطيبها والتسليم عليه وفسحت المجال له كي يعانق بقية مستقبليه بالتعرف على ما اعطي له من امانات كانت بحوزته وقت الاعتقال فتبين انها بطاقة هويته التي كانت تصدر باللون البرتقالي في ذلك الوقت قبل ان يصبح لونها ازرق وقالت انها بحاجة الى تغيير كما احتوت الامانات على مبلغ من المال بقيمة 17 شيقل وقالت ضاحكة انها اقل من سنوات سجنه بشيقل واحد مستطردة بالقول بسيطة فكل سنوات العمر لن تذهب هباءا ولا بد لليل ان ينجلي. وقالت شقيقته ان مراسم الاستقبال سوف تستكمل بعقد الزواج وستبدا مراسمه من اليوم اذ سيكون حمام العريس في منزل الاسير احمد ابو خضر رفيق عبد الكريم وصديق عمره في اشارة الى الوفاء ما بينهما، وستكون سهرة الشباب مساء اليوم في مسقط رأسه قرية عمورية على ان يعقد الزفاف يوم الجمعة القادم ، وقالت "لو كانت امي هنا لفرحت واطلقت زغاريد الفرح والانتصار واكن روحها تحلق فوقنا بكل تأكيد"، اذ ان الوالدة توفيت قبل عدة سنوات وهو داخل الاسر. اما الاسير عبد الكريم فقد قال اثناء استقباله لمحبينه "انه يشعر بولادته من جديد اليوم والفرح لا يمكن وصفه ولكن بالتأكيد انه منقوص لأنني تركت خلفي اعز اصدقائي ورفاقي داخل السجون ولكني متأكد ان النهاية ستكون الفرج القريب ، ولا بد ان اقول ان الاسرى يتعرضون كل يوم لقمع واضطهاد وقهر وتعذيب ولكنهم صامدون مؤكدا ان القضية الفلسطينية سوف تبقى حيه وقال "علينا ان نظل صامدون كي تنتصر قضيتنا التي تتعرض دائما لمخاطر ومؤمارات تحكيها الامبريالية والصهيونية وقال ان الاسرى يثقون بقيادتهم الحكيمة في مواجهة كل هذه المخططات والتي اخرها مؤامرات التطبيع".