بات الصراع بين أرمينياوأذربيجان حول إقليم ناغورنو قرة باغ الجبلي، يأخذ أبعادا جديدة، إثر إخفاق الطرفان المتنازعان في الاستجابة إلى المساعي الدبلوماسية والحفاظ على الهدنة الإنسانية التي بدأت أمس الاحد، ما أثار مخاوف من حدوث أزمة إنسانية وتدويل النزاع في المنطقة. وأصدرت أرمينياواذربيجان تصريحات متطابقة بالموافقة على "هدنة انسانية" كانت سارية المفعول أول أمس، وأكدوا حينها ان القرار استند الى تصريحات رؤساء فرنسا وروسيا والولايات المتحدة التي تشكل ما يعرف بمجموعة "مينسك" التابعة لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا. وشهدت المنطقة الصغيرة في جنوب القوقاز مقتل مئات العسكريين والمدنيين في أعمال العنف التي التهبت أواخر سبتمبر واشتدت بعد محاولة القوات الاذربيجانية إستعادة السيطرة على المنطقة ذات الغالبية الارمينية , والمعترف بها دوليا كجزء من اذربيجان لكن يحكمها الارمن كدولة مستقلة بعد الانفصال منذ حوالي 30 عاما ما أدى الى أسوأ نزاع في المنطقة منذ تسعينات القرن الماضي. واستعادت القوات الأذربيجانية السيطرة على بعض الأراضي، بينما تقاوم معظم الخطوط المعززة الارمينية حتى الان. وأثار الإخفاق في وقف القتال مخاوف من حدوث أزمة إنسانية بعد مقتل المئات في صفوف البلدين. وفي ظل هذه الاوضاع الانسانية ، تأسفت الأممالمتحدة لتجاهل طرفي القتال في المنطقة الدعوات لوقف القتال, حيث قال الامين العام الاممي, اونطونيو غوتيريش، "أشعر بأسف بالغ لتجاهل الطرفين المستمر لدعوات المجتمع الدولي المتكررة لوقف الأعمال القتالية فورا". وأكد الأمين العام أن "الهجمات العشوائية على المناطق المأهولة بالسكان في أي مكان بما في ذلك في ستيباناكيرت/خانكيندي وغيرها من المناطق في منطقة نزاع ناغورنو-قره باغ وما حولها" غير مقبولة تماما كذلك". وعليه ، جددت الاممالمتحدة التأكيد على ضرورة التزام الجانبين بموجب القانون الإنساني الدولي بالحرص الدائم على إنقاذ وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية أثناء العمليات العسكرية. كما استنكر الاتحاد الاوروبي بدوره، عدم احترام الهدنة وأدان على لسان رئيس الدبلوماسية الاوروبية جوزيب بويل، "الهجمات مهام كان مصدرها وهو ما سيضاعف من معاناة المدنيين". وعقب اتصالات لتوضيح الوضع , أجراها جوزيب كوريل مع وزيري خارجية ارمينيا و أذربيجان, شدد المسؤول الاوروبي على موقف الاتحاد الاوروبي الداعي إلى ضرورة وقف إطلاق النار بدون شروط مع احترامه بكل حذافيره من كلا الطرفين مع وجوب "وقف فوري للهجمات على المدنيين التي لا مبرر لها". وانفصل إقليم ناغورنو قره باغ ذو الغالبية الأرمينية، عن أذربيجان، قبيل انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، ما أدى إلى حرب أوقعت 30 ألف قتيل في تسعينات القرن الماضي، غير أن المعارك الجارية حاليا تبقى "الأخطر" منذ وقف إطلاق النار المعلن عام 1994.