ينظم المسرح الجهوي لسكيكدة الخميس المقبل، ندوة علمية حول "المسرح الثوري"، تحتضنها قاعة المحاضرات للمكتبة البلدية خليفي دراجي بسكيكدة، وذلك بمناسبة الاحتفال بذكرى أول نوفمبر 1954. أوضحت الجهة المنظمة في منشور لها أن الندوة سيناقش المتدخلون فيها مجموعة من المحاور تتعلق بإشكالية المسرح والثورة نذكر منها تجربة مهرجان المسرح الثوري(المسيرة والمنجز) وهو المهرجان الذي كانت تنظمه و تحتضنه مدينة سكيكدة على مدى سنوات بإشراف المرحوم فرحات غناي والمجاهد رابح عواد، المسرح الجزائري والثورة التحريرية، بالإضافة إلى حضور الثورة الجزائرية وتجلياتها في المسرح العربي والعالمي، والبحث في البعد الثوري في مسرح الكاتبة السكيكدية العالمية فطيمة قالير. كما ستحتفي الندوة وفق ذات المنشور بالإبداع الشعري الوطني الثوري، وتقدم تكريمات رمزية لبعض الوجوه الثقافية والمسرحية الفاعلة منهم المرحوم فرحات غناي. وجاء في ديباجة الندوة التي سيشارك بها مختصين وباحثين في مجال المسرح "إن الإشكالية التي سيتم معالجتها تتعلق بقضية المسرح الثوري الذي يعد مسرحا ملتزما بفكرة التغيير، حيث تحاول المسرحية إعادة إنتاج الواقع بكيفية مغايرة، ونحن نجد هذا التوجه فيما يسمى بالمسرح الملحمي لصاحبه برتولد بريخت، كما نجده فيما يسمى بمسرح البيان أو المسرح السياسي عند بيتر فايس، وكلنا تتلمس هذا المسرح في تجربة المسرح الجزائري خلال الثورة التحريرية خاصة، إذ يعد كاتب ياسين من أقطاب المسرح الثوري في العالم، وتعد تجربة الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني بقيادة المرحوم مصطفى كاتب من أهم الفرق التي تركت رصيدا مسرحيا تفاعل مع الثورة التحريرية والتحم معها وحرض عليها، وذلك ما نجده في منجزها المسرحي من قبيل مسرحيات"نحو النور" و "أبناء القصبة" و"دم الأحرار" و"الخالدون". وتضيف الديباجة "إن المسرح في أصل وظيفته هو التغيير بواسطة التأثير الفني في نفس المتلقي، غير أن العالم اليوم يتجه نحو ما يسمى بمسرح ما بعد الدراما، حيث يكون الرهان على تحقيق الجماليات الفنية أكثر من الاهتمام بمضمون المسرحية ، رسالتها، وأهدافها الثورية المنشودة في نفس المتلقي، لذلك تأتي هذه الندوة لتفتح نقاشا علميا حول دور فن المسرح اليوم؟ كما تساءل أدواره عبر مختلف المراحل، و تناقش أيضا قضية مسرح الثورة في علاقته بالمسرح الثوري؟ وتحاول رصد إسهامات المسرح الجزائري في ثورة أول نوفمبر 1954، كما تقارب أثر الثورة الجزائرية في المسرح العربي سواء من حيث الرؤية أو من حيث التشخيص؟". ومن أهم المداخلات المبرمجة بالندوة نذكر مداخلة الأستاذ عبد المالك بن خلاف حول ذاكرة مهرجان المسرح الثوري بسكيكدة، مداخلة للدكتور أحسن تليلاني حول المسرح الجزائري و الثورة التحريرية، مداخلة الأستاذة سلمى غنجيو حول الثورة الجزائرية في المسرح العربي، إلى جانب مداخلة الأستاذة قطر الندى بومعيزة حول البعد الثوري في مسرح الكاتبة فطيمة قالير.