اختتمت أول أمس، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي أشغال ندوة "همزة وصل -نقد التجربة حول المسرح الجزائري"، بتقديم توصيات وتوزيع شهادات على المشاركين فيها. وفي كلمته الختامية أكد مدير المسرح الوطني محمد يحياوي بالدور الفعال والإيجابي الذي لعبته الهيئة العربية للمسرح في إنجاح هذه الندوة، وبوزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة على تعاونها في تنظيم هذه الفعالية في دورتها السابعة التي احتضنتها الجزائر. كما عرف اليوم الثالث والأخير من الندوة مناقشة ثلاثة محاور أساسية، وهي على التوالي "حركة النقد المسرحي في الجزائر"، "مسرح الطفل"، "أثر التشريعات، المؤسسات والمهرجانات على المسرح الجزائري". حيث ناقش المحور الأول، الحركة النقدية والممارسة المسرحية، وذلك خلال جلسة ترأسها بوزيان بن عاشور، كان الدكتور، واسيني الأعرج، من بين المتدخلين فيها عبر تقنية "زوم"، أثار من خلاله إشكالية اللغة، وتناول الفجوة اللغوية الموجودة بين العرض الركحي والجمهور المتلقي نقديا، محاولا الإجابة عن السؤال "أية لغة لأي مسرح؟ في نقد الفجوة اللغوية مع الجمهور المسرحي الجزائري"، إلى جانب الدكتور حميد علاوي، الذي خاض في فاعلية تلقي المنجز المسرحي، من النقد المسرحي إلى بلاغة العرض وتحليل الخطاب، من منطلق أن المتلقي مساهم وفاعل أساسي في العرض المسرحي ودفع الحركة المسرحية في أي بلد من البلدان، متوقفا عند ظاهرتي "طرشاقة" للمخرج أحمد رزاق، و"ما بقات هدرة" للمخرج محمد شرشال، الحائزتين على جوائز مهرجان المسرح المحترف، واللتين قدمتا –حسب علاوي – منهجا إخراجيا مختلفا وصادما أحيانا، مستعرضا كيفية تلقي الجمهور الجزائري للعرضين، مؤكدا أنه يساهم في تحديد ملامح الحركة المسرحية التي يكون التواصل فيها بين كل مكونات العرض الركحي. كما طرحت ندوة همزة وصل، عوالم الطفل في أشغالها، فأفردت له محورا يناقش المسرح الموجه إليه، في جلسة ترأسها الدكتور سعيد بن زرقة، وأثراها الدكتور العيد جلولي من خلال مداخلته "تجربة الكتابة المسرحية للأطفال في الجزائر..دراسة في المنجز الإبداعي"، التي ذكر فيها أن موضوع الكتابة المسرحية تركز على النص المسرحي باعتباره بناء لغويا، يحمل مضامين، وقد تناول في ورقته، تتبع مسارات هذا النص منذ ظهوره في الأدب الجزائري الحديث، ودراسة خصائصه وفنياته، والتعريف ببعض أعلامه في فترتي ما قبل الاستقلال وبعده. أما حليم بوشراكي، الذي بحث في "المرجعيات التراثية في مسرح الطفل.. بين منطق التقليد وذهنية التجميد"، فقد أكد أن جل العروض المقدمة للطفل، تحاكي عالم الحيوان وتعود إلى الغابة، والبستان في مخاطبته، مستخدمة نفس البنية الدرامية فيستقبلها الطفل بنفس منطق التلقي، حيث يكون أفق توقعه معلوما ومتطابقا مع ما أفضت إليه العروض، موضحا فكرته بمقارنة أربعة عروض تم عرضها في مهرجان خنشلة، لم يكسر أفق توقع الطفل خلالها إلا مسرحية "الخياط"، لياسين تونسي، التي فتحت أمامه أفق المسافات الجمالية، فحصل على التجربة المعرفية والجمالية في ذات الوقت محققا الرضا. أما المحور السابع من الندوة فقد أثار موضوعا مهما تمثل في "أثر التشريعات، المؤسسات والمهرجانات على المسرح الجزائري"، ناقشه إسماعيل آنزارن خلال الجلسة التي ترأسها، مع كل من أحمد شنيقي، محمد بوكراس، عبد الناصر خلاف والغوتي العزري. افتتح الدكتور، أحمد شنيقي، الجلسة بمداخلته "أثر التشريعات على المسرح الجزائري"، حيث تحدث عن المشاريع التي تم إنجازها منذ العام 1962، والظروف التاريخية الاجتماعية التي كانت وراء تبنيها، خاصة مشروع قانون جانفي 1963 الذي يتحدث عن تنظيم الهياكل المسرحية في الجزائر بشكل عام والمسرح الوطني والمسارح الجهوية قسنطينة، عنابة، بلعباس، وهران بشكل خاص.